كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[إنتشار الشياطين يوم الجمعة وصدهم الناس عن التبكير لها]-
بيضةً، قال فإذا أذَّن المؤذِّن وجلس الإمام على المنبر طويت الصُّحف (1) ودخلوا المسجد يستمعون الذكرِّ
(1563) عن علىِّ بن أ [ى طالبٍ رضى الله عنه قال إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطين يربِّثون (2) النَّاس إلى أسواقهم ومعهم الرَّايات، وتقعدا الملائكة على أبواب المساجد يكتبون النَّاس على قدر منازلهم، السَّابق والمصلَّى والذَذى يليه حتَّى يخرج الإمام، فمن دنا من الإمام وأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان (3) من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه
__________
على هذه الزيادة، ولكن من رواية أبى هريرة، وتقدم الكلام على ذلك والله أعلم (1) تقدم فى الحديث الأول لأبى هريرة أن طى الصحف عند خروج الامام، وفى هذه الرواية عند جلوسه على المنبر، ويجمع بينهما بأن ابتداء طى الصحف عند ابتداء خروج الامام، وانتهاءه بجلوسه على المنبر؛ وقد جاء مثل هذه الرواية لأبى هريرة بلفظ "فإذا خرج الامام وقعد على المنبر طووا صحفهم" {تخريجه} (ص) فى مرسل طاوس، وأخرجه حميد بن زنجويه فى الترغيب له، وأورده الهيثمى وقال رواه احمد ورجاله ثقات وحسنه المنذرى، وروى نحوه النسائى من حديث أبى هريرة
(1563) عن على بن أبى طالب رضى الله عنه {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن اسحاق أنبأنا عبد الله بن الحجاج بن أرطاة عن عطاء الخراسانى أنه حدث عن مولى امرأته عن على بن أبى طالب رضى الله عنه "الحديث" {غريبه} (2) هو بالباء الموحدة بعد الراء يقال ربَّثته عن الأمر اذا حبسته وثبَّطه، والربائث جمع ربيثة وهى الأمر الذى يحبس الانسان عن مهامّه (نه) ومعناه أن الشياطين تشغلهم وتقعدهم عن السعى الى الجمعة حتى تمضى الأوقات الفاضلة (والرايات) جمع راية وهى العلم الذى فى العسكر؛ فلعلها كناية عن طاعة الناس للشياطين واتّباعهم لهم كما يتبع الجيش حامل الراية والله أعلم (3) الكفل بكسر الكاف هو النصيب من الأجر أو الوزر، وانما كان له كفلان من الأجر لدنوه من الامام وإنصاته، لأن الدنّو من الامام خصلة مرغب فيها، وكذلك الانصات، فهما خصلتان لهذا كان له كفلان من الاجر (ومن نآى) ابتعد عن الامام بحيث جلس مجلسا لا يستمكن فيه من