كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[فضل التبكير والدنو من الإمام والانصات للخطبة]-
كفلان من الوزر (1) ومن نآى عنه (2) فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوزر، ومن قال صه (3) فقد تكلَّم، ومن تكلَّم فلا جمعة له، ثمَّ قال هكذا سمعت نبيَّكم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم
(1564) عن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنَّ الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد يكتبون النَّاس على منازلهم، جاء فلانٌ من ساعة كذا، جاء فلانٌ من ساعة كذا، جاء فلانٌ والإمام يخطب، جاء فلانٌ فأدرك الصَّلاة ولم يدرك الجمعة إذا لم يدرك الخطبة (4)
__________
الاستماع والنظر كما صرح بذلك فى رواية أبى داود واستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر لاستماعه وإنصاته وقد فاته ثواب الدنو من الامام (1) انما كان هذا عليه كفلان من الوزر لأن ننّوه من الامام يحتم عليه الانصات وعدم اللغو، فان لغا ربما هوش على الامام بلغوه فهو لم يفعل ما أمر به من الانصات ولم يجتنب ما نهى عنه من اللغو، فلذلك استحق كفلان من الوزر (2) أى بعد عن الامام بحيث لا يمكنه الاستماع ولغا كان عليه كفل من الوزر للغوه فقط (3) بسكون الهاء وتكسير منونة؛ وهى اسم فعل آمر وكلمة زجر للمتكلم بمعنى اسكت، وهذا من أبلغ عبارات التشديد فى النهى عن الكلام والامام يخطب، لأن معناه أن من قال للمتكلم اسكت صار متكلمًا يأثم بذلك النهى فما بالك بالمتكلم الأول (وقوله فلا جمعة له) يعنى أنه حرم من الثواب المترتب على صلاة الجمعة وكأنه صلاها ظهراً فضلاً عما يلحقه من الاثم سبب اللغو {تخريجه} (د. هق) بألفاظ متقاربة والمعنى واحد وفى إسناده رجل لم يسم وهو مولى امرأة عطاء الخراسانى مجهول لا يعرف ويؤيده ما بعده
(1564) عن أبى هريرة {سنده} حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا على بن زيد عن أوس بن خالد عن أبى هريرة "الحديث" {غريبه} (4) المعنى أنه اذا لم يدرك الخطبة لم يدرك ثواب الجمعة ويكون ثوابه كثواب الصلوات المكتوبة غير الجمعة، لأن الجمعة لم تزد عن الصلوات الأخرى إلا الخطبتين ولم يحضرهما والله أعلم {تخريجه} لم أقف عليه بهذا اللفظ وفى إسناده على بن زيد بن جدعان مختلف فيه، وروى نحوه ابن ماجه؛ قال البوصيرى فى زوائد ابن ماجه وإسناده صحيح

الصفحة 63