كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[لا تختص ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام]-
منها ساعةٌ من دعا الله عزَّ وجلَّ فيها (1) استجيب له
عن أبى الدَّرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يا أبا الدَّرداء لا تختص ليلة الجمعة بقيام دون اللَّيالي ولا يوم الجمعة بصيامٍ دون الأيَّام (2)
__________
المرة من البعث، والمراد هنا بعث الناس من قبورهم وأحياؤهم بعد الموت ليوم الجزاء؛ قال تعالى {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شيء قدير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور} (والبطشة) أخذ الناس بصولة وقهر وغلبة يوم القيامة، قال تعالى {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد} (1) فيه أن ساعة الأجابة آخر ساعة من يوم الجمعة بعد العصر {تخريجه} لم أقف عليه لغير الأمام أحمد، وأورده المنذرى وقال رواه أحمد من رواية على بن طلحة عن أبى هريرة ولم يسمع منه، ورجاله محتج بهم في الصحيح.
(1510) عن أبى الدرداء {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أسود بن عامر قال ثنا إسرائيل عن عاصم عن محمد بن سيرين عن أبى الدرداء "الحديث" {غريبه} (2) الحكمة والله أعلم في النهى عن اختصاص ليلتها بقيام دون الليالى ليصبح نشيطًا في تأدية وظائفها من تبكير إلى الصلاة وانتظار ودعاء وذكر وعبادة واستماع الخطبة وإكثار الذكر بعدها لقوله عز وجل {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا} وغير ذلك من العبادات في يومها، وكذلك الحكمة في النهى عن صوم يومها، لأن الفطر فيه يكون أعون له على هذه الوظائف وأدائها بنشاط وانشراح لها والتذاذ بها من غير ملل ولا سآمة، وهو نظير الحاج يوم عرفة بعرفة، فان السنة له الفطر، وقيل سبب النهى خوف المبالغة في تعظيمه بحيث يفتتن به كما افتتن قوم بالسبت، وقيل سبب النهى لئلا يعتقد وجوبه، أفاده النووى ورجح الأول والله أعلم {تخريجه} أخرجه الطبرانى مرسلاً عن ابن سيرين، قال كان أبو الدرداء يحيى ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان وكان النبى صلى الله عليه وسلم آخى بينهما فنام عنده فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إله سلمان فلم يدعه حتى نام وأفطر، فجاء أبو الدرداء الى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبى صلى الله عليه وسلم "عويمر سلمان أعلم منك" لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام" أورده الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح {قلت} وله شاهد عند (م. هق) من طريق هشام عن ابن سيرين

الصفحة 8