كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[كيف كان الأذان للجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر رضي الله عنهما]-
(10) باب الأذان للجمعة
اذا جلس الخطيب على المنبر وكيف كان المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1580) عن السَّائب بن يزيد بن أخت نمرٍ رضي الله عنه قال لم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلاَّ مؤذِّنٌ واحدٌ في الصَّلوات كلَّها فى الجمعة وغيرها يؤذِّن ويقيم، قال بلالٌ يؤذِّن ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر يوم الجمعة (1) ويقيم إذا نزل ولأبي بكرٍ وعمر رضى الله عنهما حتَّى كان عثمان
(1581) وعنه أيضًا قال كان الأذان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبى بكر وعمر رضي الله عنهما أذانين (2) حتَّى كان زمن عثمان فكثر النَّاس فأمر بالأذان الأول (3)
__________
(1580) "عن السائب بن يزيد" هذا الحديث والذى بعده تقدما فى الباب التاسع من أبواب الأذان رقم 288 - 289 فى الجزء الثالث، وتقدم الكلام عليهما سندًا وشرحًا وتخريجًا، وإنما ذكرتهما هنا للكلام على بعض أمور فيهما تختص بالجمعة لم تذكر هناك (1) لم يرد فى رواية الامام احمد ولا فى رواية البخارى بيان الموضع الذى كان يؤذن فيه بلال رضى الله عنه والنبى صلى الله عليه وسلم على المنبر، وجاء مبيناً فى رواية أبى داود من حديث السائب ابن يزيد أيضًا قال "وكان يؤذّن بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبى بكر وعمر، زاد فى رواية فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذّن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك" {تخريجه} (خ. والأربعة وغيرهم)
(1581) وعنه أيضاً {غريبه} (2) بالأذانين الأذان والأقامة تغليباً أو أطلق الأذان على الأقامة لأنها إعلام كالأذان، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "بين كل أذانين صلاة لمن شاء" (3) فى لفظ للبخارى من رواية عُقيل عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره أن التأذين الثانى يوم الجمعة أمر به عثمان رضى الله عنه حين كثر أهل المسجد، وله من طريق ابن أبى ذئب عن الزهرى "فلما كان عثمان رضى الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء" وظاهر هذا التعارض لأنه فى حديث الباب عند الأمام احمد سُمِّى بالأذان الأول، وفى الرواية الأولى للبخارى سُمِّى بالأذان الثانى، وفي الرواية الثانية

الصفحة 81