كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[الأذان المسمى بالأولى والثانية يوم الجمعة قبل الزوال بدعة]-
بالزَّوراء (1)
(1582) عن الحسن عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة (2) فلمَّا كثر النَّاس قال
__________
له سُمِّى بالأذان الثالث، ولكن لا معارضة فى ذلك؛ لأنه سمى (أولاً) باعتبار كون فعله مقدماً على الأذان والأقامة المشروعين فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم (وثانياً) باعتبار الأذان المتقدم فى المشروعية لا الأقامة (وثالثاً) باعتبار كونه مزيداً عن الأذان والأقامة، وقد سبق هذا الحديث فى أبواب الأذان وقلت فى شرح هذه الجملة (أعنى فأمر بالأذان الأول) ما نصه (أى الذى يفعل الآن أولاً فى يوم الجمعة) وقصدى بذلك الأذان الذى يفعله الناس اليوم أولاً بعد الزوال على المنار أو سطح المسجد؛ لأنه هو الذى يشبه الأذان الذى أمر به عثمان رضى الله عنه فى كونه يفعل أولاً وفى كونه على مكان مرتفع لأجل الأعلام، وقد عبَّر بنحو ذلك الأمام العيني رحمه الله فى شرح هذ الحديث فى باب الأذان للجمعة من صحيح البخارى حيث قال ما لفظه "فالأذان الثالث الذى زاده عثمان هو الأول اليوم" اهـ وقد فهم بعض الأخوان المتمسكين بالسنة أنى أقصد الأذان الذى يفعل الآن قبل الزوال المسمى بالأولى والثانية، ولم يصيبوا فى ذلك، لأن الأذان الذى يفعل قبل الزوال لا يعد أذاناً فى لسان الشرع لكونه ليس مشروعاً ولا فى وقت الأذان ولا بألفاظه، وإنما هو أدعية وصلوات يتغنون بها وبدعة ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان، فهو بدعة مذمومة امقتها ولا أرتضيها، فكيف أقصد بكلامى هذا الأذان المبتدع وأجعله فى مقابلة الأذان الذى أمر به عثمان رضى الله عنه وأقرته الصحابة رضوان الله عليهم، حاشاً أن أقصد ذلك {وبعد} فاطمئنوا أيها الأخوان وثقوا بأن أخاكم من أنصار السنة الذين يعملون على تشييد أركانها ورفع منارها، ومن أعداء البدعة الذين لم يقصروا فى هدمها وتنكيس أعلامها ومن الله نستمد المعونة والتوفيق (1) بفتح الزاى وسكون الواو وبعدها راء ممدودة فسرها البخارى بقوله موضع بالسوق بالمدينة؛ قال الحافظ وما فسر به الزوراء هو المعتمد يعنى البخارى اهـ وقال أبو عبد الله الحموى هى قرب الجامع مرتفعة كالمتنار، وعند ابن ماجه وابن خزيمة بلفظ "زاد النداء الثالث على دار فى السوق يقال لها الزوراء" وعند الطبرانى "فأمر بالنداء الأول على دار له يقال لها الزوراء" والله أعلم {تخريجه} (خ. والأربعة وغيرهم)
(1582) عن الحسن عن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم ثنا المبارك عن الحسن عن أنس "الحديث" {غريبه} (2) يعنى جذع نخلة

الصفحة 82