كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[مشروعية اتخاذ المنبر لخطبة الجمعة - وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم]-
ابنو لي (1) منبرًا أراد أن يسمعهم فبنوا له عتبتين (2) فتحوَّل من الخشبة إلى المنبر قال فأخبرنى أنس بن مالك أنه سمع الخشبة تحن حنين الوالد (3) قال فمازالت تحنُّ حتَّى نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المنبر فمشى إليها فاحتضنها فسكنت
(1583) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عند هذه السَّارية وهي يومئذٍ جذع نخلةٍ يعني يخطب
__________
كان يستند اليه النبى صلى الله عليه وسلم حال الخطبة كما صرح بذلك عند البخارى وغيره وعند الأمام احمد كما فى الحديث التالى (1) أى اصنعوا لى منبراً (وقوله أراد أن يسمعهم) يعنى الخطبة، لأن قيامه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على المنبر اعون على إسماعهم الخطبة من كونه قائمًا على الأرض (2) أى درجتين غير المقعدة التى كان يجلس عليها؛ وتقدم الكلام على المنبر وعدد درجاته فى شرح الحديث الأول من باب الغسل للجمعة (3) أي بصوت سمعه الحاضرون كما جاء فى بعض الروايات وهذا من معجزاته ومن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، وسيأتى للمنبر ذكر فى باب فضل مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فى آخر كتاب الحج وفى أبواب المعجزات إن شاء الله تعالى {تخريجه} (خ) وغيره
(1583) عن ابن عمر {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا سفيان ثنا أبو حباب عن أبيه عن ابن عمر رضى الله عنهما "الحديث" {تخريجه} (مذ) وصححه وبعضه عند أبى داود {وفى الباب} عند أبى داود عن السائب بن يزيد رضى الله عنه قال "كان يؤذن بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر أذَّن المؤذن على المسجد ثم كان الصحابة على ذلك" {الأحكام} فى أحاديث الباب مع ما ذكرنا فى الشرح دليل على مشروعية جلوس الأمام على المنبر قبل الخطبة، واليه ذهب الأئمة {أبو حنيفة ومالك والشافعى وأحمد} والجمهور وأنكر مشروعيته بعض الكوفيين والحديث حجة عليهم {وفى أحاديث الباب أيضاً} دليل على مشروعية الأذان للجمعة اذا جلس الأمام على المنبر وعلى ترك تأذين اثنين وعلى أن الخطبة للجمعة قبل صلاتها لقوله فى الحديث "ويقيم اذا نزل" {وفيها} أن الأذان الذى كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر