كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[الدليل على أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء]-
(فصل منه فى الحث على الاكثار من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة)
عن أوس بن أبى أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النَّفخة (1) وفيه الصَّعقة، فأكثروا علىَّ من الصَّلاة فيه فإن صلاتكم معروضةٌ علىَّ (2) فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت (3) يعنى وقد بليت، قال إنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم (4)
عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنَّ النَّبي صَّلى الله عليه
__________
عن أبي هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالى ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم"
(1511) عن أوس بن أبى أوس {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسين بن على الجعفى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبى الأشعث الصنعانى عن أوس ابن أبى أوس "الحديث" {غريبه} (1) أى النفخة الأولى (والصعقة) هى التى يؤخذ الناس بسببها فيموتون، وتقدم الكلام على ذلك، ويحتمل أن يراد بالصعقة هنا النفخة الأولى، وبالنفخة النفخة الثانية أى نفخة البعث، قال تعالى {ثم نفخ فيه أخرى فاذا هم قيام ينظرون" والله أعلم، وفى المقام مباحث سيأتى ذكرها في باب النفخ في الصور من كتاب قيام الساعة إن شاء الله تعالى (2) هو تعليل لطلب الأكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أى تعرضها الملائكة كما تعرض الهدية لمن أهديت اليه فيسر لذلك صلى الله عليه وسلم ويستغفر لصاحبها، وقد جاء معنى ذلك في الأحاديث الصحيحة (3) بفتح الراء وسكون الميم يقال أرم المال إذا فنى وأرض أرمة لا تنبت شيئًا، وقال الخطابي أصله أرممت أى بليت وصرت رميمًا فحذف إحدى الميمين اهـ وفسرها الراوى أيضاً بمعنى بليت؛ ويجوز أرمت بكسر الراء وسكون الميم وفيه غير ذلك (4) فيه أن الأنبياء أحياء في قبورهم وأن الأرض لا تأكل أجسامهم، وسيأتى الكلام على ذلك في الأحكام قريباً {تخريجه} (د: نس. جه. هق. حب. ك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخارى ولم يخرجاه {قلت} وأقره الذهبى
(1512) "ز" عن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله ثنا عبيد الله

الصفحة 9