كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)
الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا
عن زينب بنت أم سلمة رضي الله عنهما قالت توفي حميم
__________
والحرام والايجاب انما شرعت لمن التزم أصل الايمان؛ ومن لم يلتزمه وخلى بينه وبين دينه فانه يخلى بينه وبين شرائع الدين الذى التزمه كما خلى بينه وبين أصله ما لم يحاكم الينا، وهذه القاعدة متفق عليها بين العلماء، ولكن عذر الذين أوجبوا الأحداد على الذمية أنه يتعلق به حق الزوج المسلم، وكان منه إلزامها به كأصل العدة، ولهذا لا يلزمونها به فى عدتها من الذّمى ولا يتعرض لها فيها، فصار هذا كعقودهم مع المسلمين فانهم يلزمون فيها باحكام الاسلام وإن لم يتعرض لعقودهم هى والأولياء والمتوفى على سقوطه بأن أوصاها بتركه لم يسقط ولزمها الأتيان به، فهو جا مجرى العبادات وليست الذمية من أهلها فهذا سر المسألة اهـ (1) بضم اوله وكسر ثانيه من الرباعى، ويجوز بفتح أوله وضم ثانيه من الثلاثى (قال أهل اللغة) أصل الأحداد المنع، ومنه تسمية البواب حدَّاد لمنعه الداخل، وتسمية العقوبة حدِّا لأنها تردع عن المعصية (قال ابن درستويه) معنى الأحداد منع المعتدة نفسها الزينة وبدنها الطيب، ومنع الخطاَّب خطبتها، وحكى الخطاَّبى أنه يروى بالجيم والحاء، والحاء أشهر، وهو بالجيم مأخوذ من جددت الشئ إذا قطعته، فكأن المرأة انقطعت عن الزينة (2) يستفاد من هذا الحصر أنه لا يزد على الثلاث فى غير الزوج، كأب. وأخ. وابن. ونحو ذلك، والمعنى أنه يجوز للمرأة أن تحد على من مات من أقاربها غير الزوج ثلاث ليال فما دونها، ويحرم عليها الزيادة على ذلك، وكأن هذا القدر أبيح لأجل حظ النفس ومراعاتها وغلبة الطباع البشرية، أما الزوج فلا بد من الأحداد عليه أربعة أشهر وعشرا (3) ذكر العشر مؤنثا لارادة الليالى؟ والرماد مع أيامها عند الجمهور، فلا تحل حتى ندخل الليلة الحادية عشرة، وعن الاوزاعى وبعض السلف تنقضى بمضى الليالى العشر بعد مضى الأشهر، وتحل فى أول اليوم العاشر، والحكمة فى زيادة العشر أن الولد يتكامل تخليقه وتنفخ فيه الروح بعد مشى مائة وعشرين يوما وهى بزيادة على أربعة أشهر بنقصات الأهلة فجبر الكسر الة العقد على طريق الاحتياط والله أعلم (تخريجه) (ق. لك. وغيرهم)
(106) عن زينب بمن أم سلمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة وحجاج قال حدثنى شعبة بن حميد بن نافع قال سمعت زينب بنت أم سلمة قالت توفى حميم الخ (غريبه) (4) أى قريب، ورجح الحافظ أنه أخوها