كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)

رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصلّ عليهم وقال زيد بن الحباب، فكان الرَّجل والرجلان والثَّلاثة يكفَّنون في ثوبٍ واحدٍ
(135) عن الزبُّير (بن العوَّام) رضي الله عنه قال، إنَّه لَّما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتَّى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال فكرة النَّبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم، فقال المرأة المرأة قال الزُّبير رضي الله عنه، فتوسمت أنها أمّي صفَّية، قال فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى قال فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة قالت إليك لا أرض لك
__________
القبر، وفيه أن صاحب القرآن أفضل من غيره (1) اى لانه صلى الله عليه وسلم شهد لهم بأنهم بذلوا أرواحهم لله تعالى فهم غير محتاجين الى الصلاه بشهادتهم صلى الله عليه وسلم لهم (تخريجه) (هق مذ) وقال حديث أنس حديث حسن غريب، وأخرجه أيضا أبو داود وسكت عنه؛ وذكر المنذرى قول الترمذى هذا وأقره، وأورده الهيثمى ما عدا قوله (وكثر القتلى) الى آخر الحديث وقالى رواه ابو يعلى وروى أبو داود بعضه من غير ذكر الكفن، ورجاله رجال الصحيح.
(135) عن الزبير ابن العوام (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سليمان بن داود الهاشمى أنبأنا عبد الرحمن يعنى ابن أبى الزناد عن هشام عن عروة قال أخبرنى أبى الزبير رضى الله تعالى عنه - الحديث (غريبه) (2) هى صفية بنت عبد المطلب أخت حمزة وأم الزبير بن العوام رضى الله عنهم كما سيأتى (3) أى حتى قربت أن تكون على مرأى من القتلى (4) منصوب على التحذير وكرر للتأكيد وعامل النصب محذوف تقديره احذروا المرأة اى احذروا إشراف المرأة على القتلى، وإنما حذره النبى صلى الله عليه وسلم من ذلك خوفا من أن يصيبها ما لا يحمد من شدة تأثرها بهذا المنظر الفظيع الذى تقشعر منه أبدان أقوياء الرجال، فما بالك بالمرأة الضعيفة (5) بفتح الدال المهملة من باب قتل أى ضربت ودفعت (وقوله وكانت امرأة جلدة) أى قوية صبورة (6) هو اسم فعل بمعنى تنح أى تباعد عنى" وقولها لا أرض لك" أى لا مقر لك ولا وطن؛ كلمة سب بمعنى لا أم لك وأصلها تقال للقيط، اى لا أم لك تنسب إليها، ثم جرت على ألسن العرب فصاروا يقولونها

الصفحة 181