كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)

من مضى لم يأكل من أجره شيئاً منهم مصعب بن عميرٍ قتل يوم أحدٍ فلم نجد شيئاً نكفَّنه إلا نمرةً كنَّا إذا غطَّينا بها رأسه خرجت رجلاه وغذا غطَّينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن نغطّي بها رأسه ونجعل على رجليه إذخراً ومنا من أينعت له ثمرته فهو بهدبها يعني يجتنبها
__________
في كتاب الأيمان فارجع اليه إن شئت (1) اى لم يوسع عليه فى الدنيا ولم يجعل له شيئا من جزاء عمله ولم تتطلع نفسه إلى ذلك زاهدا فى الدنيا وزجرا للنفس عن شهواتها لينالها موفرة فى الآخرة (2) بضم الميم هو ابن عمير بن هاشم يجتمع نسبه مع النبى صلى الله عليه وسلم هاشم كان من فضلاء الصحابة وخيارهم ومن السابقين الى الاسلام، أسلم والرسول صلى الله عليه وسلم فى دار الأرقم قبل الهجرة وسجنه أهله لما عملوا بأسلامه، ثم هاجر الى الحبشة مع من هاجر اليها، وكان قبل اسلامه أنعم فتى بمكه وأجوده خله وأكملهم شبابا وجمالا وجودا، وكان أبواه بحبانه حبا كثيرا، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب بمكة؛ وكان أعطر أهل مكه، ثم انتهى به الحال فى الأسلام الى أن كان عليه برده مرقوعه بفروة وتزوج بحموه بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم واستشهد باحد ومعه لواء المسلمين، قيل كان عمره أربعين سنه وسنبسط الكلام فى مناقبه فى كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى رضى الله عنه (3) فيه دليل على أنه اذا ضاق الكفن عن ستر جميع البدن ولم يوجد غيره جعل ما يلى الرأس وجعل النقص مما يلى الرجلين، فان ضاق عن ذلك سترت العورة (4) بكسر الهمزة والخاء وهو نبت بأرض الحجاز طيب الرائحة ينبت فى السهول والحزون، وفيه أنه يستحب اذا لم يوجد ساتر لبعض البدن أو لكله ان يغطى بالأذخر، فان لم يوجد فما تيسر من نبات الأرض، وقد كان الأذخر مستعملا لذلك عند العرب كما يدل على ذلك قول العباس " الا الأذخر فانه لبيوتنا وقبورنا" وسيأتى حديثه فى باب فضل مكه من كتاب الفضائل ان شاء الله تعالى (5) بفتح الهمزة وسيكون الياء وفتح النون أينع النمر اذا أدرك ونضج (6) بفتح أوله وسكون ثانية وكسر الدال وضمها، بعدها باء موحده مضمومة، أى يجتنبها كما فسرت فى الحديث (قال ابن سيده) هدب النمرة يهدبها هدبا اجتناها اه وهو كناية عن الغنائم التى تناولها من ادرك زمن الفتوح من الصحابة رضى الله عنهم (تخريجه) (ق. والثلاثة. وغيرهم)

الصفحة 183