كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)
وكفنوه في ثوبيه ولا تمسُّوه بطيب ولا تخمّروا رأسه فإنَّه يبعث يوم القيامة ملبّياً (وعنه من طريقٍ ثان) يقول كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخر رجل عن بعيره فوقص فمات (الحديث كما تقدَّم وفيه) فإنَّ الله عزَّ وجلُّ يبعثه يوم القيامة مهلاً، وقال مرَّة يهل (وعنه من طريق ثالثٍ) بنحوه وفيه فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغسَّل بماء وسدر، وأن يكفَّن في ثوبين، وقال لا تمسُّوه بطيب خارج رأسه قال شعبة ثم إنَّه حدَّثني به بعد ذلك
__________
الميت، وتقدم الكلام على ذلك في أبواب غسل الميت (1) فيه تكفين المحرم في ثيابه التي مات فيها، وقيل إنما اقتصر على تكفينه في ثوبيه لكونه مات فيهما وهو بتلك العبادة الفاضلة، ويحتمل أنه لم يجد غيرها (2) بضم أوله وكسر الميم من أمس، قاله الحافظ أي لا تضعوا طيبا على جسمه ولا في كفنه (ولا تخمروا رأسه) أي لا تغطوه، لأن المحرم ممنوع من ذلك، ففيه دليل على بقاء حكم الإحرام، وأصرح من ذلك التعليل بقوله "فأنه يبعث يوم القيامة ملبيا" أي يقول لبيك اللهم لبيك، كما يقول الحاج، وفي بعض الروايات "فأنه يبعث يوم القيامة محرما" أي على حالته التي مات عليها ومعه علامة لحجه وهي دلالة الفضيلة كما يجيء الشهيد يوم القيامة وأوداجه تشحب دماً (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير عن لاين عباس يقول "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (4) أي سقط "وقوله فوقص" أي كسرت عنقه (5) يعني أن الراوي رواه بلفظين، فمرة قال مهلاً ومرة قال يهل، والإهلال هو رفع الصوت بالتلبية، فقوله يهل يدل على تجدد التلبية مستمراً، وقوله مهلاً يدل على ثبوتها (6) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أبا بشر يحدث أنه سمع سعيد بن جبير يحدث أنه سمع بن عباس يحدث أن رجلاً أتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم فوقع من ناقته فأوقصته، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغسل بماء وسدر وأن يكفن في ثوبين، وقال لا تمسوه بطيب خارج رأسه (قال شعبة) ثم أنه حدثني به بعد ذلك فقال خارج رأسه أو وجهه فأنه يبعث يوم القيامة ملبداً (7) هذه الجملة أعني قوله "خارج رأسه" في موضع الحال من الضمير في قوله "وإن يكفن في ثوبين" والمعني أن يكون في رأسه خارجاً عن الكفن أي عاريا بدليل قوله في الطريق الأولي "ولا تخمروا رأسه" (8) هو أحد للسند وراوي الحديث عن أبي بشر يريد أن أبا بشر حدثه مرة فقال