كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)

فقال خارج رأسه أو وجهه فإنه يبعث يوم القيامة ملبّداً
__________
"خارج رأسه" ثم حدثه به مرة اخرى فقال "خارج رأسه أو وجهه" بالشك، ورواه مسلم بنحو حديث الباب، لكن بدون شك ففيه "قال شعبة: ثم حدثنى به بعد ذلك خارج راسه ووجهه" يعنى مكشوف الراس والوجه معاً، والله اعلم (1) كذا فى هذه الرواية مبلدا بالدال المهملة، وكذا رواية للشيخين، ومعنى التلبيدأن يجعل المحرم فى راسه من الصمغ ليلتصق شعره فلا يشعث فى الاحرام، وكانت عادتهم أن يفعلوا ذلك فى الأحرام (قال الحافظ) وقد أنكر عياض هذه الرواية، وقال ليس للتبليد معنى (قلت) رد الحافظ قول عياض بأن رواية ملبدا ليست فاسدة المعنى بل توجيهها ظاهر، ولعل الحافظ يريد أن الله تعالى يبعثه يوم القيامة على هيئة التى مات عليها، أعلم (تخريجه) (ق والأربعة وغيرهم) (الأحكام) حديث جابر يدل على استحباب تبخير كفن الميت بعود ونحوه مما يظهر له رائحة زكية إذا وضع على النار، وتقدم كيفية التبخير فى الشرح، وأوصى أبو سعيد وابن عمر وابن عباس أن تجمر أكفانهم بالعود (قال أبو هريرة) يجمر الميت، ولأن هذا عادة الحى عند غسله وتجديد ثيابه أن يجمر بالطيب والعود فكذلك الميت، وكذا يستحب تطيب بدن الميت بالمسك أن تسير، لأنه أطيب الطيب، فقد روى عبد الرزاق فى مصنفه عن سلمان رضى الله عنه أنه استودع امرأته مسكا، فقال اذا مت فطيبونى به فإنه يحضرني خلق الله "يعنى الملائكة" لا ينالون من الطعام والشراب يجدون الريح (وروى ابن آبى شيبة) عن ابن سيرين قال سئل ابن عمر رضى الله عنهما عن المسك يجعل فى الحنوط، قال أو ليس أطيب طيبكم المسك (وعن أبى وائل) قال كان عند على مسك فأوصى أن يحنط به، قال وقال على هو فضل حنوط رسول الله (ص) _ رواه الحاكم وسكت عنه، وأقره الذهبى (وعن سعيد الخدرى) رضى الله عنه أن النبى (ص) سئل عن المسك فقال "هو أطيب طيبكم_ رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الاسناد (قلت) وأقره الذهبى، ورواه أيضا الأمام أحمد وسيأتى فى كتاب اللباس والزينة إن شاء الله تعالى_ فإن آمذر المسك فما أنواع الطيب؛ وبهذا قال كافة العلماء ولم أر مخالفا فى ذلك (وفى مختصر الخرقى) فى مذهب الأمام أحمد قال ويجعل الذريرة فى مفاصله ويحعل الطيب فى مواضع السجود والمغابن، ويفعل به كما يفعل بالعروس (قال ابن قدامة).فى شرحه، الذريرة هى الطيب المسحوق، ويستحب أن يجعل فى مفاصل الميت ومغابنه وهى المواضع التى تنثنى من الأنسان كطى الركبتين وتحت الابطين وأصول الفخذين لأنها مواضع

الصفحة 190