كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)
صلى الله عليه وسلم يقول من تبع جنازة فصلَّى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان؟ فقالت اللَّهمَّ نعم، فقال أبو هريرة إنَّه لم يكن يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الوادي ولا صفق بالأسواق إني إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلّمنها وأكلة يطعمنيها؛ فقال له ابن عمر أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم وأعلمنا بحديثه
__________
عند الترمذي، فذكر ذلك البن عمر فأرسل إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت صدق (وفى رواية خباب) صاحب المقصورة عند مسلم فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبى هريرة ثم يرجع اليه فيخبره بما قالت حتى رجع اليه الرسول، فقال قالت عائشة صدق أبو هريرة (وفى رواية لأبى داود) فأرسل ابن عمر إلى عائشة فقالت صدق أبو هريرة (ووقع فى رواية الوليد بن عبدالرحمن) عن سعيد بن منصور، فقام أبو هريرة فأخذ بيده فانطلقا حتى أتيا عائشة كما فى حديث الباب (قال الحافظ) ويجمع بينهما بأن الرسول لما رجع الى ابن عمر بخير عائشة بلغ ذلك أبا هريرة فمشى الى ابن عمر فأسمعه ذلك من عائشة مشافهة اهـ (وقوله فمشى الى ابن عمر) يعنى ثم ذهب معه إلى عائشة الخ والله أعلم، وإنما بعث ابن عمر الى عائشة يسألها بعد إخبار أبى هريرة لأنه خاف على أبى هريرة النسيان والا شتباه كما تقدم فلما وافقته عائشة علم أنه أحفظ وأتقن (1) يعنى لا تستغربوا كثرة حديثى عن رسول الله (ص) فانه ما كان يشغلنى عن ملازمته زراعة ولا تجارة مثلكم، بل كنت ألازمه لطلب العلم وما يسد حاجتى من القوت الضرورى، لذلك حفظت مالم تحفظوا ووعيت مالم تعوا رضى الله عنه (ويؤيد ذلك) مارواه الشيخان والأمام أحمد وغيرهم عن أبى هريرة قال انكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله (ص) والله الموعد، انى كنت امرءا مسكينا أصحب رسول الله (ص) على ملء بطنى، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي (ص) مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتى ثم يقبضه اليه فلن ينسى شيئا سمعه منى؟ فبسطت بردة على حتى قضى حديثه، ثم قبضها إلى، فوالذى نفسى بيده مانسيت شيئا سمعته منه بعد (تخريجه) أخرجه سعيدبن منصور مطو لا بلفظ حديث الباب، وأخرجه (ق. مذ) مختصراً وسنده صحيح (وفى روايه عند الشيخين) فقال ابن عمر رضى الله عنهما "لقد فرطنا فى قراريط كثيرة" يعنى من عدم المواظبة على حضور الدفن كما جاء ذلك مبينا فى رواية لمسلم من طريق ابن شهاب