كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 7)
قال نعم، فأمر به النَّبي صلى الله عليه وسلم فرجم بالمصلّى فلمَّا أذلقته الحجارة مرَّ فأدرك فرجم حتّى مات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ولم يصلّ عليه
__________
بإقراره , قال النووي (1) قال البخارى وغيره من العلماء فيه دليل على أن مصلى الجنائز والأعياد إذا لم يكن قد وقف مسجدا لا يثبت له حكم المسجد , إذ لو كان له حكم المسجد لتجنب الرجم فيه وتلطخه بالدماء والميتة , قالوا والمراد بالمصلى هنا مصلى الجنائز , ولهذا جاء فى بعض الروايات فى بقيع الغرقد وهو موضع الجنائز بالمدينة , وذكر الدرامى أن المصلى الذى للعيد وغيره اذا لم مسجدا هل يثبت له حكم المسجد؟ فيه وجهان , أصحهما ليس له حكم السمجد والله أعلم (2) هو بالذال المعجمة وبالقاف, أى أصابته يحسدها وقوله (مر) أى هرب كما فى رواية عند مسلم (3) أى ذكره بجميل , وفى رواية للأمام أحمد: ستأتى فى كتاب الحدود فى حد الزنا من حديث أبى ذر فقال (غفر له وأدخل الجنه) (4) فى رواية للبخارى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم خيرا وصلى عليه (قال الحافظ) هكذا وقع هنا عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق وخالفه محمد بن يحيى الذهلى وجماعة عن عبد الرزاق فقالوا فى اخره ولم يصل عليه (قال المنذرى) فى حاشية الحنن , رواه ثمانية أنفس عن عبد الرزاق فلم يذكروا قوله وصلى عليه ثم ذكر الحافظ أكثر من عشرة أنفس خالفوا محمودا منهم من سكت عن الزيادة ومنهم من صرح نبفيها أهـ (تخريجه) (ق. هق. والأربعة) (الأحكام) حديث عمر ان بن حصين يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى عليه من قتل بحد الرجم , وحديث جابر يدل على عدم الصلاة عليه وكلاهما صحيح , فحديث جابر محمول على أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يصل على ماعز حين رجم وصلى عليه بعد ذلك , لما ثبت فى رواية عند البخارى تقدمت (أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له خيرا وصلى عليه) والمثبت مقدم على النافى (وقد جمع الحافظ رحمه الله) بين الروايتين فقال: قد أخرج عبد الرزاق أيضا وهو فى السنن لأبى قرة من وجه قال لأ , قال قلما كان من الغد قال , صلوا على صاحبكم فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسمل والناس فهذا الخبر يجمع بني الاختلاف , فتحمل رواية النفى على أنه لم يصل عليه حين رجم , ورواية الأثبات على أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليه فى اليوم الثانى، وكذا طريق الجمع لما أخرجه أبو داود (عن بريدة) أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالصلاة على ماعز ولم ينه عن الصلاة عليه , وبتأيد بما أخرجه مسلم من حديث عمران بن حصين فى قصة الجهنية التى زنت ورجمت أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى عليها (فقال له عمر) أتصلى عليها وقد زنت؟ فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين