كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
.
__________
لتعدي نفعها وقصور نفعه، وأفضل الصدقة ما صادف حاجة من المتصدق عليه وكان دائما مستمرا، ومنه حديث (أفضل الصدقة سقى الماء على الأنهار) وكذلك الدعاء والاستغفار له إذا كان بصدق وإخلاص وتضرع فهو موضعه أفضل من الصدقة عنه، وذلك كالصلاة على جنازته والوقوف على قبره للدعاء أهـ باختصار (وقال الشوكاني رحمه الله) أحاديث الباب تدل على أن الصدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما بدون وصية منهما ويصل إليهما ثوابها، فيخصص بهذه الأحاديث عموم قوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" ولكن ليس في أحاديث الباب إلا لحوق الصدقة من الولد فالظاهر من العموميات القرآنية أنه لا يصل ثوابه إلى الميت فيوقف عليها حتى يأتي دليل يقتضي تخصيصها (وقد اختلف) في غير الصدقة من أعمال البر هل يصل إلى الميت؟ (فذهبت المعتزلة) إلى أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة كان أو صوما أو حجا أو صدقة أو قراءة قرآن أو غير ذلك من جميع أنواع البر ويصل ذلك إلى الميت وينفعه عند أهل السنة أهـ. والمشهور من مذهب الشافعي وجماعة من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أن يصل، كذا ذكره النووي في الأذكار، وف شرح المنهاج لإبن النحوي لا يصل إلى الميت عندنا ثواب القراءة على المشهور والمختار الوصول إذا سأل الله إيصال ثواب قراءته، وينبغي الجزم به لأنه دعاء، إذا جاز الدعاء للميت بما ليس للداعي فلإن يجوز بما هو له أولى، ويبقى الأمر فيه موقوفا على استجابة الدعاء، وهذا المعنى لا يختص بالقراءة بل يجري في سائر الأعمال، والظاهر أن الدعاء متفق عليه أنه ينفع الميت والحي القريب والبعيد بوصية وغيرها وعلى ذلك أحاديث كثيرة، بل كان أفضل الدعاء أن يدعو لأخيه يظهر الغيب أهـ. وقد حكي النووي في شرح مسلم الإجماع على وصول الدعاء إلى الميت، وكذا حكى الإجماع على أن الصدقة تقع عن الميت وبصله ثوابها ولم يقيد ذلك بالولد، وحكى أيضا الإجماع على لحوق قضاء الدين (قال الشوكاني) والحق أنه يخصص عموم الآية (بالصدفة) من الولد كما في أحاديث الباب (وبالحج) من الولد كما في خبر الخثعمية (ومن غير الولد) أيضا كما في حديث المحرم عن أخيه شبرمة ولم يستفصله صلى الله عليه وسلم هل أوصي شبرمة أم لا (وبالعتق) من الولد كما وقع في البخاري في حديث سعد خلافا للمالكية على المشهور عندهم (وبالصلاة) من الولد كما وقع في البخاري في حديث سعد خلافا للمالكية على المشهور عندهم (وبالصلاة) من الولد أيضا لما روى الدارقطني أن رجلا قال يا رسول الله إنه كان لي أبوان ابرهما الخ الحديث المتقدم في الزوائد قال وبالصيام) من الولد لهذا الحديث (ولحديث) عبدالله بن عمرو المذكور في الباب (ولحديث) ابن عباس عند البخاري ومسلم أن