كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
(أبواب عذاب القبر)
(1) باب ما جاء في هول القبر وفتنته والسؤال فيه وشدته
(286) ز عن هانيء مولي عثمان (بن عفان) قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القبر أول منازل الآخرة فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، فقال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه
__________
وسيأتي في كتاب الأيمان والنذور من حديث ابن عمر أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام؛ فقال له صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك، وفي ذلك أحاديث كثيرة ستأتي في باب من نذر وهو مشرك من كتاب الإيمان والنذور إن شاء الله تعالى والله أعلم.
(286) "ز" عن هانئ مولى عثمان (سنده) حدثنا عبدالله حدثني يحيى ابن معين ثنا هشام بن يوسف حدثني عبدالله بن بخير القاص عن هانئ مولى عثمان - الحديث" (غريبه) (1) أي الذي يتحقق به مصيره، إما إلى الجنة وإما إلى النار، ويؤيد ذلك ما رواه الشيخان والإمام أحمد، وسيأتي في هذا الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة" وهذا لفظ البخاري (فإن قيل) ثبت في الأحاديث الصحيحة عن أنس وغيره "وتقدم في الباب الأول من كتاب الجنائز في الجزء السابع" إن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله عز وجل بما هو صائر إليه، وكذلك الفاجر أو الكافر، ومقتضى هذا أنه يعلم مصيره قبل الموت (قلت) ذاك في الدنيا فهو تبشير من الملك للمؤمن وتهديد للكافر، والذي يكون في القبر إنما هو فعل صريح وكشف للغطاء عن المقعد، فهو المبين عما بعده يقينا (2) أي من مناظر الدنيا الفظيعة، وإلا فالنار أفظع (تخريجه) (جه. مذ) وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف