كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

تبعث إليه (زاد في رواية) يوم القيامة

(289) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها
__________
أقل حذفا، أو المعنى فإن كان من أهل الجنة فسييسر بما لا يدرك كنهه ويفوز بما لا يقدر قدره (1) لفظ البخاري حتى يبعثك الله يوم القيامة، ولمسلم حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة بزيادة لفظ (إليه) لكن حكي ابن عبد البر أن الأكثرين من أصحاب مالك، رووه كالبخاري وابن القاسم كرواية مسلم (نعم) روى النسائي رواية ابن القاسم كلفظ البخاري، واختلف في الضمير هل يعود على المقعد أي هذا مقعدك تستقر فيه حتى تبعث إلى مثله من الجنة أو النار، ولمسلم من طريق الزهري عن سالم عن أبيه، ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة، والضمير يرجع إلى الله تعالى، أي إلى لقاء الله تعالى أو إلى المحشر، أي هذا الآن مقعدك إلى يوم الحشر؛ فيرى عند ذلك كرامة أو هوانا ينسى عنده هذا المقعد كقوله تعالى "وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين" (قال الزمخشري) أي أنك مذموم مدعو عليك باللعنة في السموات والأرض إلى يوم الدين، فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما تنسى اللعن معه (تخريجه) (ق. نس. مذ)

(289) عن أبي سعيد الخدري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا عباد يعني ابن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد - الحديث" (غريبه) (2) المراد بالأمة هنا كل ما بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم سواء أكان مسلما أم كافرا، وأما قول بعضهم إن الكافر لا يسأل فهو محجوج بقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث "وإن كان كافرا أو منافقا الخ" وبقوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا منكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين) وظاهره أن الأمم السالفة لا تسأل "وقوله تبتلى" أي تختبر وتمتحن، والحكمة في اختصاص هذه الأمة بالسؤال اختبارهم في عقيدتهم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الآتي في هذا الباب "فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون" وجزم الحكيم الترمذي باختصاص هذه الأمة بالسؤال وقال كانت الأمم، قبل هذه الأمة تأتيهم الرسل، فإن أطاعوا لذاك وإن أبوا اعتزلوهم عوجلوا بالعذاب، فلما أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أمسك عنهم العذاب وقبل الإسلام ممن أظهره سواءا أسر الكفر أولا، فلما ماتوا قيض الله لهم فتان القبر يستخرج

الصفحة 108