كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه، جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت فهذا منزلك، فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه، فيقول له اسكن، ويفسح له في قبره (وإن كان كافرا أو منافقا) يقول له ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به فإن الله عز وجل أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين، فقال بعض القوم يا رسول الله
__________
سرهم بالسؤال؛ وليميز الله الخبيث من الطيب، ويثبت الله الذين آمنوا ويضل الله الظالمين أهـ (وقال الحافظ ابن القيم) ليس في الأحاديث ما ينفي المسألة عمن تقدم من الأمم، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكيفية امتحانهم في القبور؛ لا أنه نفى ذلك من غيرهم، قال والذي يظهر أن كل نبي مع أمته كذلك فتعذب كفارهم في قبورهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة أهـ (1) في حديث أنس الآتي بعد هذا "أتاه ملكان" وفي هذه الرواية "جاءه ملك" فيحتمل أنهما ملكان أيضا، وخص أحدهما بالذكر لكونه يحمل المطراق (والمطراق) بكسر الميم اسم لآلة الضرب كالعصا ونحوها (2) المعنى لا فهمت ولا قرأت القرآن ولا اتبعت من يدري، وتقدم الكلام عليه بأوسع من هذا في شرح حديث البراء بن عازب صحيفة 81 في الجزء السابع (3) أي يضربه ضربة "وقوله غير الثقلين" أي الجن والإنس، قيل لهم ذلك لأنهم كالثقل على وجه الأرض. ومقتضى هذا أن كل شيء خلقه الله عز وجل من ملائكة وحيوان وجماد يسمعه إلا الثقلين. لكن يمكن أن يخص به منه الجماد حديث أبي هريرة عند البزار بلفظ "يسمعه كل دابة إلا الثقلين"