كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(2) باب المشي أمام الجنازة وخلفها - وما جاء في الركوب معها
(206) حدّثنا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصمٍ ثَنَا الهَجَرِيُّ (1) قال خَرَجَتُ في جَنَازَةِ بنْتِ عَبْدِاللهِبْنِ أَبيِ أَوْفَى (2) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ حَوَّاءَ يَعْنيِ سَوْدَاءَ، قَالَ فَجَعَلْنَ النِّسَاءُ يَقٌلْنَ لِقَائِدِهِ قَدِّمْهُ أَمَامَ الْجَنَازَةِ (3) فَفَعَلَ، قَالَ فَسَمِعْتهُ يَقول لَهُ أَيْنَ الجَنَازَةُ؟ قَالَ فَقَالَ خَلْفَكَ، قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ
__________
(وفي الحديث الثاني) من أحاديث الباب إشارة إلى أنه يستحب أن يتخذ للمرأة نعش، قال الشيخ نصر المقدسي رحمه الله، والنعش هو المكبة التي توضع فوق المرأة على السرير وتغطى بثوب لتستر عن أعين الناس، وكذا قاله صاحب الحاوي يختار للمرأة إصلاح النعش كالقبة على السرير لما فيه من الصيانة؛ وروي البيهقي أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورضي الله عنها أوصت أن يتخذ لها ذلك ففعلوه (وفيه أيضاً) إكرام الميت واحترامه بعدم زعزعته وتحريكه بشدة ((وفيما أوردنا من الزوائد)) دليل على أن لحمل الجنازة كيفيتين (الأولى) أن يجعل الحامل على رأسه بين عمودي مقدمة النعش ويجعلهما على كاهله (والكاهل ما بين الكتفين) وحكاه ابن المنذر عن عثمان وسعد بن مالك وابن عمر وأبي هريرة وابن الزبير رضي الله عنهم، وبه قال الشافعي وأبو ثور وغيرهما (الثانية) أن يحملها من الجوانب الأربع، وهو أن يضع قائمة السرير اليسرى المقدمة على كتفه اليمنى ثم ينتقل إلى المؤخرة اليسرى، ثم يضع قائمته اليمنى المقدمة على كتف اليسرى، ثم ينتقل إلى المؤخرة اليسرى هذا صفة التربيع كما في المهذّب، وإلى ذلك ذهب الأئمة (الحسن البصري والنخعي والثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق) وقال الأمامان مالك وداود هما سواء في الفضيلة (قال النووي) رحمه الله (قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله 9 حمل الجنازة فرض كفاية ولا خلاف فيه (قال الشافعي والأصحاب) وليس في حملها دناءة وسقوط مروءة بل هو بر وطاعة وإكرام للميت وفعله الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل الفضل والعلم والله أعلم اهـ ج.
(206) حدّثنا عبد الله (غريبه) (1) اسمه إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري بفتح الهاء والجيم (2) صحابي مشهور تقدمت ترجمته في شرح حديث رقم 99 صحيفة 136 من الجزء السابع (3) أي لأنه كان قد عمي في آخر عمره ((وقوله

الصفحة 11