كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

فقالوا يا رسول الله دفن هذا في الجاهلية فأعجبه ذلك وقال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر (وعنه من طريق ثان) قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم خربا لبني النجار، وكان يقضي فيها حاجة فخرج إلينا مذعورا أو فزعا، وقال لولا أن تدافنوا لسألت الله تبارك وتعالى أن يسمعكم من عذاب أهل القبور ما أسمعني

(307) عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فيه أقبر وهو بغلته فحادث به وكادت أن تلقيه، فقال من يعرف هذه الأقبر؟ فقال رجل يا رسول الله قوم هلكوا في الجاهلية، فقال لولا أن لا تدافنوا لدعوات الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر، ثم قال لنا تعوذوا بالله من عذاب جهنم
__________
عن حميد عن أنس - الحديث" (غريبه) (1) أي لأنه صلى الله عليه وسلم كان يخشي أن يكون صاحب الصوت من أهل الإسلام فقد سمعه يستغيث من العذاب؛ فلما علم أنه من أهل الجاهلية اطمئن (2) بحذف احدى التاءين أي لولا الخوف عليكم من ترك دفن موتاكم لدعوات الله الخ ليزول عنكم استعظامه واستبعاده، والغرض من ذلك اثبات عذاب القبر وأنه واقع لا شك فيه (3) (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا سفيان قال سمع قاسم الرحال أنسا يقول دخل النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث (4) بفتح المعجمة وكسر الراء اسم جمع واحد خربة، وهي موضع ما تخرب من البنيان، والمراد هنا والله أعلم موضع السور الذي كان يحيط بالبستان، وكان به قبور أهل الجاهلية فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت صاحب القبر وهو يعذب فخرج إليهم خائفا مذعورا فذكر الحديث (تخريجه) (م. نس. ش)

(307) عن أبي سعيد الخدري (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا أبو مسعود الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري- الحديث" (غريبه) (5) أي مالت عن الطريق ونفرت لما اعتراها من الفزع عند سماع أصوات

الصفحة 126