كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

قلنا نعوذ بالله من عذاب جهنم، ثم قال تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، فقلنا نعوذ بالله من عذاب القبر، ثم قال تعوذوا بالله من فتنة المحيا والممات، قلنا نعوذ بالله من فتنة المحيا والممات.

فصل ثالث في عذاب عصاة المؤمنين في القبر وما يخففه عنهم وإنه أكثره بسبب البول

(308) عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول (قال وكيع من بوله) وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة فشقها بنصفين فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا يا رسول الله لم صنعت
__________
المعذبين من أهل القبور؛ وقد أطلع الله عز وجل ونبيه على ذلك، فقال ما قال (تخريجه) (م. وغيره)

(308) عن طاوس عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ووكيع المعنى قال حدثنا الأعمش ومجاهد قال وكيع سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن ابن عباس- الحديث) (غريبه) (1) العذاب واقع على صاحبي القبرين لا على القبرين؛ فهو من باب تسمية الحال باسم المحل (2) يحتمل أن يكون نفى كونه كبيرا باعتبار اعتقاد الإثنين المعذبين أو اعتقاد مرتبكه مطلقا أو باعتبار اعتقاد المخاطبين، أي ليس كبيرا عندكم، ولكنه كبير عند الله كما جاء في رواية عند البخاري "وما يعذبان في كبير بلى أنه كبير" فهو كقوله تعالى "وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" (3) أي لا يتحرز عن ملابسته وعدم الاستبراء منه، والمراد بذلك بول نفسه بدليل قوله في رواية وكيع أحد الرواة "من بوله" (4) يقال نم الرجل الحديث نما من بابي قتل وضرب، سعى به ليوقع فتنة أو وحشة، فالرجل نم تسمية بالمصدر، ونمام مبالغة والاسم النميمة، وخرج بذلك ما كان للنصيحة أو لدفع مفسدة، والباء في قوله بالنميمة للمصاحبة أي يسير في الناس متصفا بهذه الصفة، أو للسببية أي يمشي بسبب ذلك (5) قال الزركشي دخلت الباء على المفعول زائدة أهـ. يعني في قوله بنصفين، وقد تعقبه صاحب مصابيح الجامع فقال لا نسلم شيئا

الصفحة 127