كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

هذا؟ قال لعلهما أن يخفف عنهما ما ييسا "قال وكيع تييسا" (وعنه من طريق ثان) عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبرهما فذكره، وقال حتى ييسا أو مالم ييسا
__________
من ذلك، أما دعواه أن نصفين فلإن شق إنما يتعدى لمفعول واحد وقد أخذه، وليس هذا بدلا منه، وأما دعوى الزيادة فعلى خلاف الأصل وليس هذا من محال زيادتها ثم قال والباء للمصاحبة وهي مدخولها ظرف مستقر منصوب على الحال، أي فشقها متلبسة بنصفين، ولا مانع من أن يجتمع الشق، وكونها ذات نصفين في حالة واحدة، وليس المراد أن انقسامها إلى النصفين كان ثابتا قبل الشق وإنما هو معه وبسببه. ومنه قوله تعالى "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم، مسخرات بأمره" أهـ (1) يعني العذاب "وقوله لم ييبسا" بالمثناة التحتية المفتوحة وفتح الموحدة وكسرها "وما" مصدرية زمانية أي مدة دوامها إلى زمن اليبس؛ ولعل بمعنى عسى، فلذا استعمل استعماله في افترائه بأن، وإذا كان الغالب في لعل التجرد، وليس في الجريد معني بخصه ولا في الرطب معنى ليس في اليابس، وإنما ذلك خاص ببركة يده الكريمة، ومن ثم استنكر الخطابي وضع الناس الجريد ونحوه على القبر عملا بهذا الحديث، وكذلك الطرطوشي في سراج الملوك قائلين بأن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه والسلام لبركة يده المقدسة وبعلمه بما في القبور، وجرى على ذلك ابن الحاج في مدخله؛ وما ذكره البخاري في صحيحه تعليقا أن بريدة الأسلمي أمر أن يجعل على قبره جريدتان محمول على أن ذلك رأى له لم يوافقه أحد من الصحابة عليه وأن المعنى فيه أنه يسبح ما دام رطبا فيحصل التخفيف ببركة التسبيح، وحينئذ فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الرياحين والبقول وغيرها، وليس لليابس تسبيح، قال تعالى "إن من شيء إلا يسبح بحده" أي كل شيء حي، وحياة كل شيء بحسبه. فالخشب ما لم ييبس، والحجر ما يقطع من معدته، والجمهور أنه على حقيقته وهو قول المحققين إذ العقل لا يحيله أو بلسان الحال باعتبار دلالته على الصانع وأنه منزه، أفاده القسطلاني (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس- الحديث" (3) أو للشك من الراوي (تخريجه) (ق. د. وغيرهم)

الصفحة 128