كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

قال أكثر عذاب القبر في البول

(313) عن أبي أماة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الاحر نحو بقيع الغرقد، قال فكان الناس يمشون خلفه، قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقبع في نفسه من الكبر، فلما مر ببقيع الغرقد إذ بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين، قال فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال من دفنتم هاهنا اليوم؟ قالوا يا نبي الله فلان وفلان، قال إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما، قالوا يا رسول الله فيم ذلك؟ قال أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين، قالوا يا نبي الله ولم فعلت؟ قال ليخففن عنهما، قالوا يا نبي الله وحتى متى يعذبهما الله؟ قال غيب
__________
ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة - الحدثي" (غريبه) (1) أي في عدم التنزه من البول وترك التحرز منه لأنه مفسد للصلاة (تخريجه) (جه. ك) وسنده جيد وصححه ابن خزيمة.

(313) عن أبي أمامة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني ابي ثنا أبو المغيرة ثنا معان بن رفاعة حدثني على بن يزيد قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة - الحديث" (غريبه) (2) بفتح أوله وثانيه، أي ثقل على نفسه، من الوقر وهو الحمل الثقيل، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما تردد في سمعه صوت نعالهم وهم يمشون وراءه جلس حتى لحقوا به فقدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر، وكل ما يشين الإنسان، ولكنه فعل ذلك ليتأسى به غيره (3) أي خضراء، وفي رواية للأعمش من حديث ابن عباس فدعا بعسيب رطب، والعسيب بمهملتين بوزن فعيل، هي الجريدة التي لم ينبت فيها خوض، فإن نبت فهي السعفة، وقيل إنه صلى الله عليه وسلم خص الجريد بذلك لأنه بطئ الجفاف، وروى النسائي من حديث أبي رافع بسند ضعيف أن الذي أتاه بالجريدة بلال ولفظه "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة إذ سمع شيئا زفر، فقال لبلال ائتني بجريدة خضراء الحديث (فإن قيل) تقدم

الصفحة 131