كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

فكأنما اشتهيا أن يصليا عليه، فقال أحدهما للآخر ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من قتله بطنه فإنه لن يعذب في قبره؟ قال الآخر بلى
(فصل رابع فيما جاء في ضغطة القبر)

(316) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفى قال فلما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع في قبره وسوى عليه سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبحنا طويلا، ثم كبر فكبرنا، فقيل يا رسول الله لم سبحت ثم كبرت؟ قال لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره
__________
قل أن يموت غلا بالذرب، فكأنه قد جمع الوصفين، والوجود شاهد للميت بالبطن أن عقله لا يزال حاضرا وذهنه باقيا على حين موته، بخلاف من يموت بالسام والبرسام والحميات المطبقة أ, القولون أو الحصاة فتغيب قلوبهم لشدة الآلام لورم أدمغتهم ولفساد أمزجتها، فإذا كان الحال هكذا فالميت يموت وذهنه حاضر وهو عارف بالله أهـ (تخريجه) (نس. حب. مذ) وقال هذا حديث حسن غريب.

(316) عن جابر بن عبدالله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحق حدثني معاذ بن رفاعة الأنصاري ثم الزرقي عن محمود بن عبد الرحمن ابن عمرو بن الجموح عن جابر بن عبدالله - الحديث" (تخريجه) (1) هو سيد الأوس الأنصاري الصحابي من السابقين إلى الإسلام من أهل المدينة؛ أسلم سعد على يد مصعب ابن عمير رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله مهاجرا إلى المدينة يعلم المسلمين أمور دينهم، فلما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا، فأسلموا، وكان من أعظم الناس بركة في الإسلام ومن أنفعهم لقومه وشهد بدرا وأحدا والخندق، وتوفى شهيدا عام الخندق من جرح اصابه، وثبت في الصحيحين ومسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ؛ وسيأتي ذكر مناقبه في كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (2) إن قيل إن وصفه بالعبد الصالح ينافي تضايق القبر عليه (فالجواب) إن هذا عام للصالح والطالح، فالصالح يضمه القبر ضمة برفق وإشفاق

الصفحة 133