كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
حتى فرجه الله عز وجل عنه
(317) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم إن للقبر ضغطة ولو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ
__________
والطالح يضمه ضمة تختلف منها أضلاعه، سيأتي في حديث عائشة أن ضمة القبر لا ينجو منها أحد (وروى ابن أبي الدنيا عن محمد التيمي) قال كان يقال ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم (يعني الأرض) ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما ردوا إليها ضمتهم ضمة الوالدة غاب عنها ولدها ثم قدم عليها، فمن كان لله مطيعا ضمته برأفة ورفق، ومن كان عاصيا ضمته بعنف سخطا منها عليه لربها (تخريجه) أخرجه أيضا الطبراني في الكبير وسنده جيد.
(317) عن عائشة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يحيى عن شعبة ثنا سعد بن إبراهيم وابن جعفر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع قال ابن جعفر عن إنسان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (1) بفتح الضاد المعجمة، ومعناه التقاء جانبي القبر على جسد الميت (2) قال أبو القاسم السعدي لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلا الانفساح، قال والمراد بضغط القبر التقاء جانبيه على جسد الميت (وقال الحكيم الترمذي) سبب هذا الضغط أنه ما من أحد غلا وقد ألم بذنب ما فتدركه هذه الضغطة جزاء له، ثم تدركه الرحمة، وكذلك ضغطة سعد بن معاذ في التقصير من البول (قال الحافظ السيوطي) قلت يشير إلى ما أخرجه البيهقي من طريق ابن اسحق حدثني أمية بن عبد الله أنه سأل بعض أهل سعد ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك، فقال كان يقصر في بعض الطهور من البول، وقال ابن سعد في طبقاته أخبر شبابه بن سوار أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا قال لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول (وأخرج البيهقي) عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين دفن سعد بن معاذ أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفعه عنه، وذلك بأنه كان لا يستبريء من بوله، ثم قال الحكيم، وأما الأنبياء فلا يعلم أن لهم في القبور ضمة ولا سؤالا لعصمتهم (وقال النسفي) في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة القبر، فيجد هول ذلك وخوفه لما أنه تنعم بنعمة الله ولم يشكر النعمة (تخريجه) (نس. هق) وغيرهما وسنده جيد.