كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(318) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شفته فجعل يرد بصره فيه ثم قال يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر نارا، ثم قال ألا أخبركم بشر عباد الله؟ الفظ المستكبر ألا أخبركم بخير عباد الله؟ الضعيف المستضعف ذو الطمرين لو أقسم على الله لأبر الله قسمه
__________
(318) عن حذيفه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنام محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري عن حذيفة بن اليمان- الحديث" (غريبه) (1) أي المرتكب "وقوله حمائله أي عواتقه وصدره (2) الفظ هو الغليظ القلب الجافي، والمستكبر هو صاحب الكبر، وهو بطر الحق وغمط الناس والاستهانة بهم واعتقاد أنهم دونه (3) هو الفقير الذي لا يملك شيئا من الدنيا ولا قوة في الجسم ولهذا وصف بالمستضعف بفتح العين، ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجرءون عليه لضعف حاله في الدنيا يقال تضعفه واستضعفه (4) الطمر الثوب الخلق (5) معناه لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبره، وقيل لو دعا لأجابه، يقال أبررت قسمه وبررته، والأول هو المشهور، واعلم أن هذه المزية لا تكون إلا لمن كان صالحا تقيا متواضعا لله غير متصنع، وإلا فهو من شياطين الإنس كما يوجد الآن كثير من هذا الصنف، أما الصنف الأول فوجوده نادر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه محمد بن جابر ضعيف أهـ (قلت) روى القسم الثاني منه المختص بشر عباد الله وخيرهم الشيخان وغيرهما (وهذا الحديث) مما حكم عليه ابن الجوزي بالوضع وذب عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه "القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد" بعد ذكر الحديث وسنده (قال رحمه الله) قال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح، محمد بن جابر قال يحيى ليس بشيء، وقال أحمد لا يحدث عنه إلا من هو شر منه (قال الحافظ) وأبو البحتري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة، ولكن مجرد هذا لا يدل على أن المتن موضوع فإن له شواهد أما القصة الأولى فشاهدها في أحاديث كثيرة لا يتسع الحال لاستيعابها، وأما القصة الثانية فشاهدها في الصحيحين من حديث حارثة بن وهب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر، وفي رواية ابي داود "لا يدخل الجنة الجواظ" قال والجواظ الغليظ الفظ، وفي المستدرك للحاكم والأوسط للطبراني بإسناد حسن

الصفحة 135