كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
__________
وفيه دراج وحديثه حسن واختلف فيه، وهذه الأحاديث أعني أحاديث الزوائد التي في هذا الباب، أوردها الهيثمي جميعها وتكلم عليها جرحا وتعديلا (الأحكام) أحاديث الباب تدل على ثبوت عذاب القبر وأنه واقع على الكفار مطلقا وعلى من شاء الله من الموحدين، (وفيها أيضا) مشروعية التعوذ من عذاب القبر وفتنته كما كان يتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم، والمقصود من تعوذه تعليم أمته وإلا فهو صلى الله عليه وسلم معصوم من العذاب (وفيها أيضا) ثبوت ضغطة القبر وأنه لا ينجو منها أحد إلا الأنبياء لعصمتهم كما قال الحكيم الترمذي، وما ذكرنا من الأحكام هو مذهب أهل السنة، وقد تظاهرت عليه دلائل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أما الكتاب فقد قال الله عز وجل "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" وأما السنة فما ذكر في الباب من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ولا يمتنع في العقل أن يعيد الله تعالى الحياة في جزء من الجسد ويعذبه، وإذا لم يمنعه العقل وورد الشرع به وجب قبوله واعتقاده، ولم يخالف في ثبوت عذاب القبر إلا الخوارج ومعظم المعتزلة وبعض المرجئة فإنهم نفوا ذلك (قال النووي رحمه الله، والمعذب عند أهل السنة الجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه، وخالف فيه محمد بن جرير وعبد الله ابن إكرام وطائفة فقالوا لا يشترط إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه، وخالف فيه محمد بن جرير وعبدالله ابن كرام وطائفة فقالوا لا يشترط إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه، وخالف فيه محمد بن جرير وعبدالله ابن كرام وطائفة فقالوا لا يشترط إعادة الروح (قال أصحابنا) هذا فاسد لأن الألم والإحساس إنما يكون في الحي (قال أصحابنا) ولا يمنع من ذلك كون الميت قد تفرقت أجزاؤه كما نشاهد في العادة أو أكلته السباع أو حيتان البحر أو نحو ذلك، فكذا يعيد الحياة إلى جزء منه أو أجزاء وإن أكلته السباع والحيتان أهـ (وقال الحافظ ابن القيم) رحمه الله في كتابه الروح، أما عذاب القبر فحق أعاذنا الله منه، ولا خلاف بين أهل السنة فيه لنبوته في الأخبار الصحيحة الصريحة الكثيرة المتواترة أي تواترا معنويا، ففي صحيح مسلم وجميع السنن (قلت ومسند الإمام أحمد أيضا) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم. ومن عذاب القبر. ومن فتنة المحيا والممات. ومن فتنة المسيح الدجال، وفي صحيح مسلم أيضا وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن "اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وأعوذ بك من فتنة الممات. وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال" وذكر الحافظ ابن القيم ما تقدم في أحاديث الباب وزاد شيئا من أحاديث الإسراء لما فيها من الأدلة على ذلك، ثم قال وهذا كما أنه مقتضى الأحاديث الصحيحة فهو متفق عليه بين أهل السنة (قال المروزي) قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل لا ينكره إلا ضال مضل (وقال ابن حنبل) قلت لأبي عبدالله في عذاب القبر، فقال هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم