كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

.
__________
يلتهب نارا مصفدا في الحديد، فقال يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح، وخرج آخر يتلوه فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح، وعشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العوج وأصبح وقد أبيض شعره، فأخبر عثمان بذلك فنهى أن يسافر الرجل وحده (قلت) حديث ابن عمر أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ولفظه (عن ابن عمر رضي الله عنهما) قال بينما أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة، فناداني يا عبد الله اسقني فلا أدري أعرف اسمي أودعاني بدعاية العرب، وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فناداني لا تسقه فإنه كافر، ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فأخبرته فقال لي أو قد رأيته؟ قلت نعم، قال ذاك عدو الله أبو جهل بن هشام وذاك عذابه إلى يوم القيامة (قال الهيثمي) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد ابن المغيرة وهو ضعيف أهـ. قال الحافظ ابن القيم (وذكر عن حصين الأسدي قال سمعت مرثد بن حوشب قال كنت جالسا عند يوسف بن عمر وإلى جنبه رجل كأن شق وجهه صفحة من حديد، فقال له يوسف حدث مرثدا بما رأيت. قال كنت شابا قد أتيت هذه الفواحش، فلما وقع الطاعون قلت اخرج إلى ثغر من هذه الثغور ثم رأيت أن احفر القبور فأني لليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت قبرا وأنا متكيء على تراب قبر آخر إذ جيء بجنازة رجل حتى دفن في ذلك القبر وسووا عليه، فأقبل عليه طيران أبيضان مثل البعيرين سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم أثاراه ثم تدنى أحدهما في القبر والآخر على شفيره، فجئت حتى جلست على شفير القبر وكنت رجلا لا يملأ جوفي شيء، فسمعته يقول ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا تمشي الخيلاء، فقال أنا أضعف من ذلك، فضربه ضربة امتلأ القبر حتى قاض ماء ودهنا؛ ثم عاد وأعاد عليه القول حتى ضربه ثلاث ضربات كل ذلك يقول ذلك، ويذكر أن القبر بفيض ماء ودهنا، قال فرفع رأسه فنظر إلى فقال انظروا أين هو جالس نكسه الله، ثم ضرب جانب وجهي فسقطت فمكثت ليلتي حتى أصبحت، ثم أخذت أنظر إلى القبر فإذا هو على حاله. فهذا ماء ودهن في رأي العين لهذا، وهما نار تأجج للميت كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن نار الدجال أنها ماء بارد وعن مائة أنه نار تأجج (وقيل لنباش) قد تاب ما أعجب ما رأيت قال نبشت رجلا فإذا هو مسمر بمسامير في سائر جسده ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه (وقيل لآخر) قال رأيت جمجمة إنسان مصبوبا فيها الرصاص (الأمر السادس) أن يعلم أ، عذاب القبر ونعيمه عبارة عن عذاب البرزخ ونعيمه، وهو ما بين الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلى القبر باعتبار الغالب فالمصلوب والغريق والحريق وأكيل السباع والطيور له من عذاب البرزخ ونعيمه قسطه، حتى لو علق

الصفحة 143