كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
(3) باب ما جاء في الميت ينقل أو ينبش لفرص صحيح
(319) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما لما مات عبد الله بن أبي أتي ابنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك إن لم تأته لم نزل نعير بهذا فأتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فوجده قد أدخل في حفرته، فقال أفلا قبل أن تدخلوه فأخرج من حفرته فتفل عليه
__________
ذكر عقوبات جماعة من المعذبين في البرزخ، فأما هذه الرواية فاتبع العقوبة بالعمل المنجي لصاحبها وراويها عن ابن المسيب هلال أبو حبلة مدني لا يعرف بغير هذا الحديث، فكره ان أبي حاتم عن أبيه هكذا، وكنى الحاكمان أبو أحمد وأبو عبد الله أباه أبا حبل بغير الهاء، وحكياه عن مسلم، ورواية عنه الفرج بن فضالة، وهو وسط في الرواية ليس بالقوي ولا المتروك، ورواية عنه بشر بن الوليد الفقيه المعروف بابن الخطيب كان حسن المذهب جميل الطريقة أهـ (قال الحافظ ابن القيم) سمعت شيخ الإسلام يعظم أمر هذا الحديث، وقال أصول السنة تشهد له، وهو من أحسن الأحاديث أهت باختصار.
(319) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد ابن عبيد ثنا عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر- الحديث" (غريبه) (1) يعني ابن سلول وهو رأس المنافقين ورئيسهم (2) هو عبد الله بن عبد الله بن أبي وكان اسمه الحباب بضم الحاء المهملة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو صحابي جليل، وقد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك، رواه الطبراني، وروى نحوه ابن منده وزاد بل أحسن صحبته (3) أي لأن في عدم حضور النبي صلى الله عليه وسلم جنازته دليل على غضب الله عز وجل ومقته إياه، وفي حضوره مداراة لذلك، ولكن الله عز وجل نهى نبيه بعد ذلك عن الصلاة على المنافقين وفضحهم على لسان نبيه بقوله عز من قائل " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ول تقم على قبره. إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون" ونهاه عن الاستغفار لهم بقوله عز وجل "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله. والله لا يهدي القوم الفاسقين (4) يعني أفلا آذنتموني بالحضور قبل أن تدفنوه، وكان أهل عبد الله بن أبي بادروا إلى تجهيزه قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وصل وجدهم قد دلوه في حفرته فأمربإخراجه فأخرج (وفي رواية البخاري) أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته، فأمر به