كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

إلا أنه قال فدخلوا عليه وهو مقتنع ببردله معا فري يقل والنصارى.

(324) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

(325) وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا تتخذوا قبري عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وحيثما كنتم
__________
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج ثنا قيس عن جامع إلا أنه قال فدخلوا عليه الخ (1) أي مغطى ببرد له "وقوله معافري" صفة البرد وهي برود يمانية منسوبة إلى معافر، وهي قبيلة باليمن والميم زائدة (2) المعنى أنه لم يقل في هذه الرواية لعن الله اليهود والنصارى كما قال في الطريق الأولى، بل اقتصر على اليهود فقال لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثقون.

(324) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه هريرة رضي الله عنه - الحديث" (غريبه) (3) الوثن هو الصنم الذي يعبده المشركون؛ وقد كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشأنهم ويجعلونها قبلة يتوجهون إليها في الصلاة واتخذوها أوثانا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن لا يكون ثبره كذلك، ولعن من فعله وحذر منه سدا للذريعة المؤدية إلى فعله (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الأمام أحمد وسنده جيد.

(325) وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال ثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (4) العيد مشتق من العود وهو الرجوع والمعاودة لأنه يتكرر، والمعنى لا تجعلوا لزيارة قبري أياما معلومة وأوقاتا بخصوصة، ولا تتخذوه منسكا ترحلون إليه كالحج، ولا تشبهوا باليهود والنصارى فإنهم يفعلون ذلك (5) أي لا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة، لأن القبور ليست محلا للعبادة، والمراد به صلاة الناقلة، أي صلوا النواقل في بيوتكم، وتقدم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه في باب فضل صلاة التطوع في البيت من الجزء الرابع قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتكم ولا تتخذوها

الصفحة 153