كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

ابن علي رضي الله عنهما فقال له علي أتعود الحسن وفي نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو إنك لست بربي فتصرف قلب حيث شئت، قال علي أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي إليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم عاد أخيه إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسي؛ ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح، قال له عمرو كيف تقول في المشي مع الجنازة بين يديها أو خلفها؟ فقال علي إن فضل المشي من خلفها على بين يديها كفضل صلاة المكتوبة في جماعة على الوحدة قال عمرة فإني رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يمشيان أمام الجنازة، قال علي إنهما إنما كرها أن يحرجا الناس.
__________
(1) أي في مرض غير مرض موته لان عليا رضي الله عنه كان موجودا وموت الحسن كان بعد موت علي بتسع سنين، ومن غريب الصدف أن عليا توفى في رمضان سنة 40 هـ، والحسن توفى في رمضان أيضا سنة 49 هـ رضي الله عنهما (وقوله فقال له علي) يعني ابن أبي طالب رضي الله عنه (2) الظاهر أنه كان بين عمرو وبين علي أو ابنه الحسن أمور شخصية الله أعلم بها، وكان عمرو لا يزال مصرا على ما نفسه، فقال له علي "أتعود الحسن وفي نفسك ما فيها" يريد بذلك أن يصرف ما في نفسه، فقال عمرو إنك لست بربي الخ، يعني أنه لا يقدر على صرف النفوس وتحويلها عما هي عليه إلا الله عز وجل، وفيه منقبة لعمرو حيث أنه عاد الحسن وفي نفسه ما فيها ولم يقعده ذلك عن أداء سنة العيادة (3) يعني أن إصرارك على ما في نفسك لا يمنعني من تبشيرك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل عيادة المريض وإدخال السرور عليك بذلك فذكر الحديث (4) صلاة الملائكة على بني آدم دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة "وقوله من أي ساعات النهار" أي من وقت العيادة إن كانت بالنهار حتى تغرب الشمس، ومن وقتها إن كانت بالليل حتى يطلع الفجر، فينبغي لعائد المريض أن يبكر بالعيادة في أول النهار أو يعجل بها في أول الليل لتكثر صلاة الملائكة عليه (5) يعني أيكون بين يديها أو خلفها (6) أي على المنفرد أي كرها أن يدخلا عليهم المشقة بحصرهم في جهة واحدة

الصفحة 16