كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف (وعن علي رضي الله عنه) قال الخروج إلى الجبان في العيدين من السنة (قال الهيثمي) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث وهو ضعيف (وعن أبي هريرة) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "زوروا القبور فأنها تذكركم الآخرة" (جه) وصححه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية زيارة القبور ونسخ النهى عن الزيارة، وقد حكي الحازمي والعبدري والنووي اتفاق أهل العلم على أن زيارة القبور للرجال جائزة (قال الحافظ) كذا اطلقوه وفيه نظر، لأن ابن أبي شيبة وغيره رووا عن ابن سيرين وإبراهيم النخعي والشعبي أنهم كرهوا ذلك مطلقا، حتى قال الشعبي لولا نهي النبي صلى الله عليه وسلم لزرت قبر ابنتي، فلعل من أطلق أراد بالاتفاق ما استقر عليه الأمر بعد هؤلاء، وكأن هؤلاء لم يبلغهم الناسخ والله أعلم (وذهب ابن حزم) إلى زيارة القبور واجبة ولو مرة واحدة في العمر لورود الأمر به، وهذا يتنزل على الخلاف في الأمر بعد النهي هل يفيد الوجوب أو مجرد الإباحة فقط والكلام في ذلك مستوفى في كتب الأصول (وفي أحاديث الباب أيضا) عدم جواز زيارة النساء للقبور، وقد ذهب إلى الكراهة هل هي كراهة تحريم أو تنزيه، فذهب إلى كراهة التحريم بعض الشافعية والمالكية والحنفية (وذهب أكثر الشافعية وبعض الحنفية) إلى كراهة التنزيه وهو مشهور مذهب الحنابلة، قالوا وصرفه عن التحريم حديث أم عطية المتقدم في باب النهي عن اتباع الجنازة بنار أو صباح أو نساء بلفظ (نهى "أي النبي صلى الله عليه وسلم " عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا) وفي لفظ "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث" (وقال أكثر الحنفية) بجوازها (وهو قول المالكية) ورواية عن الإمام أحمد قالوا إن منعهن من الزيارة كان قبل الترخيص فلما رخص فيها عمت الرخصة الرجال والنساء؛ واستدلوا بأدلة (منها) دخولهن تحت الأذن العام في قوله صلى الله عليه وسلم فزوروها، وعبر بضمير المذكر تغليبا، ولأن النساء شقائق الرجال (ومنها) الحديث الثاني من أحاديث الزوائد عن ابن ابي مليكة أن عائشة قالت كيف أقول يا رسول الله إذا زرت المقابر الخ (ومنها) ما رواه مسلم والإمام أحمد وسيأتي عن عائشة قالت كيف أقول يا رسول الله إذا زرت القبور؟ قال ولي السلام على اهل الديار من المؤمنين- الحديث" (ومنها) ما رواه الشيخان والإمام أحمد، وتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري فقالت إليك عني الحديث ولم ينكر عليها الزيارة (ومنها) ما رواه البيهقي والحاكم وتقدم في الزوائد أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده (قال النووي) في شرح المهذب قال صاحب المستظهر وعندي إن كانت زيارتهن

الصفحة 162