كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
(ذكر الآيات المشيرة إلى ذلك) (الأولى) قوله تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" وهذه الآية هي التي أطبقت أئمة السنة على الاستدلال بها في أنه لا تعذيب قبل البعثة وردوا بها على المعتزلة ومن وافقهم في تحكم العقل، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما عن قتادة في قوله "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" قال إن الله ليس بمعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خير أو تأتيه من الله بينة (الآية الثانية) وقوله تعالى "ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون" أورد هذه الآية الزركشي في شرح جمع الجوامع استدلالا على قاعدة أن شكر المنعم ليس بواجب عقلا بل بالسمع (الثالثة) قوله تعالى "ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لو أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين" أورد هذه الزركشي أيضا (وأخرج ابن أبي حاتم) في تفسيره عند هذه الآية بسند حسن عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهالك في الفترة يقول رب لم يأتيني كتاب ولا رسول، ثم قرأ هذه الآية ثم قرأ هذه الآية "ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين" (الرابعة) قوله تعالى " ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى" وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عند هذه الآية عن عطية العوفي قال الهالك في الفترة يقول رب لم يأتني كتاب ولا رسول وقرأ هذ الآية "ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا الخ" الآية (الخامسة) قوله تعالى "وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا" أخرج ابن أبي الحاتم عن ابن عباس وقتادة في الآية قالا لم يهلك الله ملة حتى يبعث إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم - فلما كذبوا وظلموا بذلك هلكوا (السادسة) قوله تعالى "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون، أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين" (السابعة) قوله تعالى "وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين" أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفاسيرهم عن قتادة في الآية قال، ما أهلك الله من قرية إلا بعد الحجة والبينة والعذر حتى يرسل الرسل وينزل الكتب تذكرة لهم وموعظة وحجة لله "ذكرى وما كنا ظالمين" يقول ما كنا لنعذبهم إلا من بعد البينة والحجة (الثامنة) قوله تعالى "وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير" قال المفسرون احتج عليهم ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو المراد بالنذير في الآية (ذكر الأحاديث الواردة في أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة) فمن أطاع منهم أدخل الجنة، ومن عصى أدخل النار، وهنا ذكر الحافظ السيوطي جملة أحاديث في هذا المعنى