كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

فقال ابن عمر لو قمت بنامعها، قال فأخذ بيدي فقبض عليها قبضا شديدا فلما دنونا من المقابر سمع رنة من خلفه وهو قابض على يدي فاستدار، فاستقبلها فقال لها شرا وقال نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن نتبع جنازة فيها رنة.

(214) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تتبع الجنازة بنار ولا صوت.
__________
ثنا أبو معاوية يعني شيبان عن ليث عن مجاهد - الحديث" (غريبه) (1) أي صوت امرأة تصيح (2) أي زجرها ونهرها (3) رواية ابن ماجة وابن أبي شيبة (رانة) بالراء المهملة بعدها ألف ثم نون مشددة أي مصوتة، قال في القاموس رن يرن رنينا صاح أهـ (تخريجه) (جه. ش) وسنده جيد عند الأمام أحمد وابن أبي شيبة، وفي سنده عند ابن ماجه أبو يحيى القتات فيه مقال وبقية الرجال ثقات.

(214) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن هشام الدستواني عن يحيى عن رجل عن أبي هريرة - الحديث " (غريبه) (4) هذا عام يشمل كل نار وكل صوت، فقوله بنار يشمل المجامر جمع مجمر كمنبر وهو الذي يوضع فيه الجمر للبخور، لما روى ابن أبي شيبة بسند جيد عن عائشة رضي الله عنها أنها أوصت أن لا تشيعوني بمجمر ولا تجعلوا علي قطيفة حمراء "وقوله ولا صوت" يشمل صوت النياحة والقراءة والذكر وغير ذلك مما يفعل الآن أمام الجنائز، فكل هذا منهي عنه لا يجوز فعله (روى ابن أبي شيبة) في مصنفه بسنده عن قيس عن عباد قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند ثلاث "عند القتال، وعند القرآن، وعند الجنائز" وإنما نهى عن إتباع الجنازة بنار وصوت، لأن في ذلك تشبها بأهل الكتاب، وقد نهينا عن التشبه بهم، ويؤيد ذلك (ما رواه) ابن أبي شيبة) في مصنفه بسنده عن سعيد بن جبير أنه رأى مجمرا في جنازة فكسره وقال سمعت ابن عباس يقول "لا تشبهوا بأهل الكتاب" (تخريجه) (د. هق. قط في العلل) وفي إسناده رجل لم يسم، وبقية رجاله ثقات وله شاهد عند ابن أبي شيبة من حديث أبي سعيد، وفي اسناده رجل لم يسم.

الصفحة 20