كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

قالت معاذ الله أن أكون بلغتها معهم وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر، قال لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك.
__________
المواضع خشية السقوط (1) قيل المراد بذلك التغليظ على من فعل ذلك (قلت) ويمكن أن يقال إن من فعل ذلك لا يدخل الجنة مع السابقين لأن جد أبيها من أهل الفترة، وأهل الفترة لا يدخلونها إلا بعد الاختبار كما وردت بذلك الأحاديث، وسيأتي ذلك في باب ما جاء في أولاد المسلمين وأولاد المشركين، وأهل الفترة من كتاب قيام الساعة وأحوال الآخرة إن شاء الله تعالى، ولأنه معلوم أن المعصية غير الشرك لا تؤدي إلى عدم دخول الجنة، (ورحم الله الحافظ السيوطي حيث قال) لا دلالة في هذا على ما توهمه المتوهمون لأنه لو مشت امرأة مع جنازة إلى المقابر لم يكن ذلك كفرا موجبا للخلود في النار كما هو موضح، وغاية ما في ذلك أن يكون من جملة الكبائر التي يعذب صاحبها، ثم يكون آخر أمره إلى الجنة؛ وأهل السنة يؤولون ما ورد من الحديث في أهل الكبائر أنهم لا يدخلون الجنة، والمراد لا يدخلونها مع السابقين الذين يدخلونها أولا بغير عذاب، فأكثر ما يدل الحديث المذكور على أنها لو بلغت مهم الكدى لم تر الجنة مع السابقين، بل يتقدم ذلك عذاب أو شدة أو ما شاء الله من أنواع المشاق، ثم يؤول أمرها إلى دخول الجنة قطعا، ويكون المعني به "يعني عبد المطلب جد أبيها" كذلك لا يرى الجنة مع السابقين بل يتقدم ذلك الامتحان وحده أو مع مشاق أخر، ويكون معنى الحديث لم تر الجنة حتى يأتي الوقت الذي يراها فيه جد أبيك فترينها حينئذ، فتكون رؤيتك لها متأخرة عن رؤية غيرك من السابقين لها، هذا مدلول الحديث، لا دلالة له على قواعد أهل السنة غير ذلك، والذي سمعته من شيخنا شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، وقد سئل عن عبد المطلب فقال هو من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الدعوة وحكمهم في المذهب معروف أهـ. وهذا قول حسن (تخريجه) (د. هق. نس) وفي إسناده ربيعة بن سيف وثقه العجلي وضعفه النسائي، وقال البخاري روى أحاديث لا يتابع عليها عنده مناكير، والله سبحانه وتعالى أعلم (زوائد الباب) (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتبع الجنازة بصوت ولا بنار ولا يمشي أماها (ش) وفي إسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (وعن ابنة أبي سعيد) أن أبا سعيد قال لا تتبعوني بنار ولا تجعلوا على سريري قطيفة نصراني (ش) (وعن بكر بن عبدالله) أن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أوصى أن لا تتبعوني بصوت ولا نار ولا ترموني بالحجارة يعني المدر الذي يكون على شفير

الصفحة 22