كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

قال فجلست إليه فسمعته وهو يقول إن في عهدي أن لا آخذ من راضعي لبن ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع وآتاه رجل بناقة كوماء فقال خذها فأبى أن يأخذها.

(36) عن الصنابحي رضي الله عنه قال رأى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل
__________
(غريبه) (1) المراد بالعهد هنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين له فيه أحكام الصدقة، ويؤيد ذلك ما جاء في رواية لأبي داود عن سويد بن غفلة قال أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده وقرأت في عهده لا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة (2) أي صغير يرضع اللبن، أو المراد ذات لبن بتقدير المضاف، أي ذات راضع لبن، والنهي عن الثاني لأنها من خيار المال، وعلى الأول لأن حق الفقراء في الأوساط، وفي الصغار إخلال بحقهم وفي رواية للنسائي (أن ألا تأخذ راضع لبن" بدون من (ومن) زائدة على الاحتمالين، ويحتمل أن المراد لا تعد الصغار في نصاب الزكاة، وعليه يكون الحديث حجة (لأبي حنيفة ومحمد) في أن الصغار من الإبل والغنم والبقر لا زكاة فيها استقلالا، فلو ملك خمسا وعشرين من الإبل وقد وضعت خمسا وعشرين فصيلا ومات الكبار كلها قبل تمام الحول وتم على الصغار فلا زكاة فيها؛ أما لو بقي من الكبار ولو واحدة فإنها تزكى تبعا للأصل لا قصدا (وعند أبي يوسف) يجب في الصغار واحدة منها إذا تم لها حول (3) تقدم الكلام على هذه الجملة في شرح الحديث الأول من باب ما جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) بفتح الكاف وسكون الواو هي الناقة العظيمة السنام، وهي نوع جيد من الإبل (5) رواية أبي داود (فأبى أن يقبلها) وليس آخر الحديث عنده بل زاد (قال إني أحب أنتأخذ خير إبلي، قال فأبى أن يقبلها، قال فخطم له أخرى دونها، فأبى أن يقبلها، ثم خطم له أخرى دنها فقبلها وقال إني آخذها وأخاف أن يجد علي رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي يغضب) يقول لي عمدت إلى رجل فتخيرت عليه إبله" (تخريجه) (د. نس. قط. هق) وفي إسناده هلال بن خباب وقد وثقه غير واحد وتكلم فيه بعضهم.

(36) عن الصنابحي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عتاب بن زياد ثنا عبد الله بن مبارك أنا خالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي - الحديث" (غريبه) (6) بضم الصاد المهملة وفتح النون وكسر الموحدة بعدها حاء مهملة نسبة إلى صنابح بطن من مراد واسمه صنابح بن الأعسر متفق على صحبته. وتقدم

الصفحة 228