كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(222) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أنه كان جالسا مع مروان فمرت جنازة فمر به أبو سعيد فقال قم أيها الأمير فقد علم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تبع جنازة لم يجلس حتى توضع
__________
(222) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع (غريبه) (1) اي في المقبرة بعد أن صلى مروان على الجنازة إماما، لأنه كان إذ ذاك أميرا "وقوله فمرت جنازة" أي وهو جالس مع أبي هريرة قبل أن توضع، وهي الجنازة التي صلى عليها كما يستفاد ذلك من رواية الحاكم من طريق ابن عبد الرحمن عن أبيه أنه شهد جنازة صلى عليها مروان بن الحكم فذهب أبو هريرة مع مروان حتى جلسا في المقبرة (ومن رواية البخاري) من طريق سعيد المقبري عن أبيه؛ قال كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة رضي الله عنه بيد مروان فجلسا قبل أن توضع (2) أي مر أبو سعيد بمروان وهو جالس مع أبي هريرة "وقوله فقد علم هذا" يعني أبا هريرة (وفي رواية البخاري) فجاء أبو سعيد رضي عنه فأخذ بيد مروان فقال قم فوالله لقد علم هذا النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك؛ فقال أبو هريرة صدق (ورواية الحاكم) فجاء أبو سعيد الخدري، فقال لمروان أرني يدك فأعطاه يده، فقال قم فقام، ثم قال مروان لم أقمتني؟ فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأي جنازة قام حتى يمر بها ويقول إن الموت فزع، فقال مروان أصدق يا أبا هريرة؟ قال نعم، فما منعك أن تخبرني؟ قال كنت إماما فجلست فجلست، قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة (قلت) وأقره الذهبي (قال الحافظ) فعرف بهذا أن أبا هريرة لم يكن يراه واجبا، وأن مروان لم يكن يعرف حكم المسألة قبل ذلك، وأنه بادر إلى العمل بها بخبر أبي سعيد أهـ (تخريجه) (خ. ك. هق) ويستفاد من هذا الحديث أن ابا سعيد لم يكن جالسا مع مروان بل مر عليه وهو جالس مع ابي هريرة، والحديث الذي قبله يفيد أن أبا سعيد هو الذي كان جالسا مع مروان، وظاهر هذا التناقض، ويجمع بينهما بتعدد الواقعة، وأن هذا خاص بمن صلى على جنازة وجلس قبل أن توضع، وذاك خاص بمن مرت عليه جنازة فلم يقم، والله أعلم

الصفحة 29