كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

الأزدي قال إنا لجلوس مع علي رضي الله عنه ننتظر جنازة إذ مرت بنا أخرى فقمنا، فقال علي رضي الله عنه ما يقيمكم، فقلنا هذا ما تأتونا به يا أصحاب محمد قال وما ذاك؟ قلت زعم أبو موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرت بكم فإن كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا فقوموا لها فإنه ليس لها نقوم، ولكن نقوم لمن معها من الملائكة، فقال علي رضي الله عنه ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط غير مرة برجل من اليهود وكانوا أهل كتاب وكان يتشبه بهم فإذا نهى انتهى فما عاد لها بعد.

(230) عن أبي معمر قال كنا مع علي رضي الله عنه فمر جنازة فقام لها ناس فقال علي رضي الله عنه من أفتاكم هذا؟ فقالوا أبو موسى فقال إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مرة فكان
__________
(1) أي هذا القيام الذي تراه منا ما عرفناه إلا منكم وما نقلناه إلا عنكم لأنكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرف الناس بفعله وبكم نقتدي (2) تشبه النبي صلى الله عليه وسلم بأهل الكتاب إنما كان في الأمور المستحسنة التي لم ينزل عليه بها وحي، فكان يتشبه بهم فيها لأنهم أهل كتاب ومصدرها من عند الله عز وجل "فإذا نهى انتهى" يعني فلما نهاه الله عز وجل عن ذلك انتهى فما عاد لها بعد النهي (تخريجه) روى البيهقي وابن أبي شيبة منه حديث أبي موسى، وروى الباقي منه الطحاوي، ورواه الحازمي في الاعتبار بطوله، وأورده الهيثمي بطوله، وقال حديث علي رواه النسائي باختصار "يعني ما ذكره علي ضمن هذا الحديث" ثم قال رواه أحمد "يعني حديث الباب" وفيه ليث بن ابي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس أهـ (قلت) قال في الخلاصة ليث بن أبي سليم القرشي الكوفي أحد العلماء والنساك عن عكرمة وغيره وعنه معمر وشعبة والثوري وخلق، قال أحمد مضطرب الحديث، وقال الفضيل بن عياض ليث أعلم أهل الكوفة بالمناسك، وقال الدارقطني إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد، قال مطين مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. قرنه مسلم بآخر أهـ

(230) عن ابي معمر (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق

الصفحة 35