كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(5) باب ثناء الناس على الميت وشهادتهم

(235) عن أنس (بن مالك رضي الله عنه) قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت، فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت، فقال من أثنيتم عليه خيرا
__________
واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي عنه أنه قام ثم قعد وهكذا قال اسحق بن إبراهيم، ومعني قول علي "قام النبي صلى الله عليه وسلم في الجنازة ثم قعد" يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إذا رأى الجنازة ثم ترك ذلك بعد فكان لا يقوم إذا رأى الجنازة أهـ. والله أعلم.

(235) عن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا عبد العزيز عن أنس - الحديث" (غريبه) (1) بين الحاكم ما أثنوا عليه به على الميت من رواية النضر بن أنس قال (فقالوا كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها) وله أيضا من حديث جابر فقال بعضهم لنعم المرء لقد كان عفيفا مسلما، وفي الجنازة الأخرى فقال بعضهم بئس المرء إنه كان لفظا غليظا (2) أي وجبت له الجنة كما سيأتي في آخر الحديث وكرره ثلاث مرات للتوكيد ومثله في صحيح مسلم (قال النووي) في شرحه هكذا وقع هذا الحديث في الأصول، وجبت وجبت وجبت ثلاث في المواضع الأربعة وأنتم شهداء الله في الأرض ثلاث مرات، قال وفيه استحباب توكيد الكلام المتهم بتكراره ليحفظ وليكون أبلغ (3) استعمال الثناء في الشر لغة شاذة لكنه استعمل هنا للمشاكلة لقوله فأثنوا عليها خيرا، وإنما مكنوا من الثناء بالشر مع الحديث الصحيح في النهي عن سب الأموات، رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي عن عائشة بلفظ "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (وسيأتي في باب النهي عن سب الأموات) لأن النهي عن سبهم إنما هو في حق غير المنافقين والكفار وغير المتظاهرين بالفسق والبدعة، أما هؤلاء يحرم سبهم للتحذير من طريقتهم ومن الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم، وقد بين الحاكم في روايته التي أشرنا إليها سابقا ما أثنوا به عليه من الشر قال، فقالوا " كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها" وهي تؤبد أن الميت كان منافقا لأنه لا يبغض الله ورسوله إلا منافق كافر (4) هكذا بالأصل خيرا بالنصب

الصفحة 40