كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض.

(236) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه، وفيه فأثنوا عليها خيرا في مناقب الخير (وقال في الأخرى) فأثنوا عليها شرا في مناقب الشر فقال وجبت، ثم
__________
وكذلك شرا الآتي بعده، ومثله في البخاري ومسلم (قال الحافظ) كذا في جميع الأصول خيرا بالنصب وكذا شرا، وقد غلط من ضبط أثنى بفتح الهمزة على البناء للفاعل فإنه في جميع الأصول مبني للمفعول (قال ابن التين) والصواب الرفع، وفي نصبه بعد في اللسان، ووجهه غيره بأن الجار والمجرور أقيم مقام المفعول الأول، وخيرا مقام الثاني وهو جائز، وإن كان المشهور عكسه، وقال النووي هو منصوب بنزع الخافض، أي أثنى عليها بخير أهـ (1) فيه بيان لأن المراد بقوله وجبت أي الجنة لذي الخير والنار لذي الشر، والمراد بالوجوب الثبوت إذ هو في صحة الوقوع كالشيء الواجب، والأصل أنه لا يجب على الله شيء، بل الثواب فضله والعقاب عدله، لا يسئل عما يفعل، أفاده الحافظ (2) تقدم الكلام على فائدة تكرار اللفظ، والمخاطبون بذلك هم الصحابة رضوان الله عليهم ومن كان على صفتهم من المؤمنين، وحكي ابن التين أن ذلك مخصوص بالصحابة لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم، قال والصواب أن ذلك يختص بالثقات والمتقين أهـ (قلت) هذا التخصيص يرده ما جاء عاما في قوله صلى الله عليه وسلم "المؤمنون شهداء الله في الأرض" رواه البخاري في الشهادات، وما رواه أبو داوود والإمام أحمد، وسيأتي في هذا الباب "أنتم شهداء الله بعضكم على بعض" ولفظ أبي داود "إن بعضكم على بعض شهيد" وسيأتي تحقيق ذلك في الأحكام (تخريجه) (ق. نس. هق)

(236) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يعلى ويزيد قالا أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يزيد مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا - الحديث" (غريبه) (3) أي خيرا معدودا في مناقب الخير (4) جاء التصريح بما قالوه في الشر عند الطبراني في الكبير م حديث كعب بن عجرة قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسين، أما أحدهما فأتي بجنازة

الصفحة 41