كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
قال إنكم شهداء الله في الأرض
(237) عن عبدالله بن بريدة قال جلس عمر رضي الله عنه مجلسا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلسة تمر عليه الجنائز، قال فمروا بجنازة فأثنوا خيرا فقال وجبت، ثم مروا بجنازة فأثنوا خيرا فقال وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا خيرا، فقال وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا هذا كان أكذب الناس فقال أكذب الناس أكذبهم على الله ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده، قال قالوا أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال وجبت قالوا ثلاثة؟ قال وجبت، قالوا اثنان؟ قال وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم قال فقيل لعمر هذا شيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من
__________
فقيل هذا فلان بئس الرجل وأثنى عليه شرا - الحديث" سيأتي في الزوائد كاملا (1) لفظ أبي داود "إن بعضكم على بعض شهيد" ولفظ النسائي "فقال النبي صلى الله عليه وسلم الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض" يعني أن الله عز وجل يقبل شهادة المؤمنين بعضهم على بعض ويحكم بمقتضاها، وقبل غير ذلك والله أعلم (تخريجه) (د. نس. جه. ش. هق. طب. بز) وسنده جيد ورجاله من رجال الصحيحين.
(237) عن عبدالله بن بريدة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عمر بن الوليد الشني عن عبدالله بن بريدة - الحديث" (غريبه) (2) هكذا في الأصل "فقالوا خيرا" ولم يقل فأثنوا كما تقدم ولا مانع من ذلك (3) الظاهر أنه كان من المنافقين لأنهم أكذب الناس، وقد وصفهم الله بالكذب في كتابه العزيز، وما وصفوا بذلك إلا لكثرة كذبهم وافتراءهم على الله، قاتلهم الله أني يؤفكون (4) يعني المنافقين وأهل الشرك "ثم الذين يلونهم" أي الذي أقل منهم درجة في الكذب "من كذب على روحه في جسده" ككونه يصف نفسه بصفة ليست فيها ونحو ذلك (5) أي وجبت له الجنة كما تقدم، ومثله من شهد له ثلاثة بل ومن شهد له اثنان (6) يعني ولأن أكون سألت النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة أمر الواحد كان ذلك أحب إلي من حمر النعم، يعني الإبل الحمر التي يعز وجودها عند العرب، ولكنه ما سأله في شهادة الواحد كما يستفاد ذلك من الحديث