كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

والمستراح منه؟ قال المؤمن استراح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والفاجر استراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
__________
في أوله وكذا لمسلم والنسائي بزيادة الفاء ايضا "وقوله مستريح ومستراح منه" قال في النهاية، يقال أراح الرجل واستراح إذا رجعت إليه نفسه بعد الإعياء أهـ. والواو في قوله ومستراح بمعنى أوفهي تنويعية، والمعنى هذا الميت أو كل ميت إما مستريح أو مستراح منه (1) زاد النسائي في رواية وهب بن معد من أوصاب الدنيا، والأوصاب جمع وصب بفتح الواو المهملة ثم موحدة وهو دوام الوجع، ويطلق أيضا على فتور البدن "والنصب" بوزنه، لكن أوله نون وهو التعب وزنه ومعناه، والأذى من عطف العام على الخاص (قال ابن التين) يحتمل أن يراد بالمؤمن من التقى خاصة، ويحتمل كل مؤمن "والفاجر" يحتمل أن يريد به الكافر؛ ويحتمل أن يدخل فيه العاصي؛ أفاده الحافظ (2) قال النووي: وأما استراحة العباد من الفاجر معناه اندفاع أذاه عنهم؛ وأذاه يكون من وجوه، منها ظلمة لهم، ومنها ارتكابه للمنكرات فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك. وربما نالهم ضرورة، وإن سكتوا عنه أثموا "واستراحة الدواب منه" كذلك لأنه كان يؤذيها ويضربها ويحملها ما لاتطيقه ويجيعها في بعض الأوقات وغير ذلك "واستراحة البلاد والشجر" فقيل لأنها تمنع القطر بمصيبته. قاله الدوادي (وقال الباجي) لأنه يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره أهـ (تخريجه) (ق. نس. قط. عل) (زوائد الباب) (عن كعب بن عجزة) رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسين، أما أحدهما فأتى جنازة، فقيل هذا فلان بئس الرجل وأثنى عليه شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمون ذلك؟ قالوا نعم، قال وجبت، وأما الآخر فأنى بجنازة رجل فقالوا هذا فلان وأثنوا عليه أخرا، قال تعلمون ذلك؟ قالوا نعم؛ قال وجبت، رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف (وعن سلمة بن الأكوع) رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجنازة فقال القوم إن كنت وإن كنت، ثم أتى بأخرى فقال القوم إن كنت لكنت وكنت، فأثنوا على واحدة خيرا والأخرى شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء؛ وفي رواية فإذا شهدتم وجبت (طب) وفي السند الأول عبد الغفار بن القاسم أبو مريم وهو ضعيف، وفي الأخرى موسى بن عبيدة وهو ضعيف، قاله الهيثمي (قلت) وأخرج الطريق الثانية ابن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم

الصفحة 46