كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(5) باب النهي عن سب الأموات وذكر مساوئهم

(243) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الأموات
__________
ويؤيده ما رواه أحمد وابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين" فذكر حديث أنس السابع من أحاديث الباب، ثم قال ولأحمد من حديث أبي هريرة نحوه، فذكر حديث أبي هريرة السادس من أحاديث الباب، ثم قال وأما جانب الشر فظاهر الأحاديث أنه كذلك، لكن إنما يقع ذلك في حق من غلب شره على خيره، وقد وقع في رواية النضر (يعني ابن أنس عن أبيه أنس بن مالك رضي الله عنه) عند الحاكم وفيها "إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر" أهـ (وفيها دليل) على قبول الشهادة بالاستفاضة وأن أقل أصلها اثنان (وقال ابن العربي) فيها جواز الشهادة قبل الاستشهاد وقبولها قبل الاستفصال أهـ (وفيها) استعمال الثناء في الشر للمؤاخاة والمشاكلة وحقيقته إنما هي في الخير (وفيها دليل) على جواز ذكر المرء بما فيه من خير أو شر ولا يكون ذلك من الغيبة (وفيها) فضيلة هذه الأمة وأعمال الحكم بالظاهر، وفيها غير ذلك والله أعلم.

(تنبيه) اعتاد الناس في بعض البلاد أن يقول أحدهم بعد الفراغ من الصلاة على الميت سواء أكان صالحا أم طالحا ما تشهدون فيه؟ فيقولون من أهل الخير والصلاح وإن كان من أفسق الفساق، فهذا القول من الجهتين بدعة ذميمة مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والذي كان في عصرهم أنهم كانوا يشهدون تطوعا بدون سؤال، وكانت شهادتهم على حسب ما يعلمون في الميت. أما هؤلاء فقد ابتدعوا السؤال الذي لا أصل له في الشرع ويشهدون زورا في بعض الأحيان، لأنهم لا يفرقون بين الصالح والطالح فيلحقهم الإثم، قمن أراد النجاة من ذلك فليتأس بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وليسلك سبيلهم، فالخير كله في الإتباع والشر كله في الابتداع، قال تعالى "ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" وقال عز من قائل "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق إلى أقوم طريق آمين.

(243) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة - الحديث" (غريبه) (1) كيف الجمع بين هذا ونحوه مما سيأتي في هذا الباب وبين ما جاء في أحاديث الباب السابق

الصفحة 48