كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
أبواب الدفن وأحكام القبور
(1) باب اختبار اللحد على الشق وتعميق القبر وتوسيعه
(ودفن الاثنين والثلاثة في قبر واحد إذا اقتضى الحال)
(247) عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه أن رجلا جاء فدخل في الإسلام، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه الإسلام وهو في مسيره، فدخل خف بعيره في جحر يربوع فوقصه بعيره فمات، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا وأجر كثيرا، قالها حماد ثلاثا اللحد لنا والشق
__________
أن يكون النهي على عمومه فيما بعد الدفن والمباح ذكر الرجل بما فيه قبل الدفن ليتعظ بذلك فساق الأحياء، فإذا صار إلى قبره وأمسك عنه لأفضائه إلى ما قدم وقد عملت عائشة راوية هذا الحديث بذلك في حق من استحق عندها اللعن فكانت تلعنه وهو حي، فلما مات تركت ذلك ونهت عن لعنه، أفاده الحافظ (والخلاصة) أن أصح ما قيل في ذلك جواز ذكر مساوئ الكفار والفساق للتحذير منهم والتنفير عنهم، وقد أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتا، والله أعلم.
(247) عن جرير بن عبدالله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن زاذان عن جرير بن عبدالله- الحديث" (غريبه) (1) اليربوع بفتح الياء التحتية وسكون الراء دويبة نحو الفأرة، لكن ذنبه وأذناه أطول منها، ورجاه أطول من يديه عكس الزرافة، والجمع يرابيع، والعامة تقول جربوع بالجيم؛ ويطلق على الذكر والأنثى، ويمنع الصرف إذا جعل علما، قاله في المصباح "وقوله فوقصه" الوقص كسر العنق أي رمي به فدقت عنقه فالعنق موقوصة أي مكسورة (2) هو ابن سلمة أحد الرواة، يعني أن حمادا كرر هذه الجملة "عمل قليلا وأجر كثيرا" ثلاث مرات، فيحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها كذلك، ويحتمل أن حمادا هو الذي كررها، والمراد بتكريرها التأكيد وتفهيم السامع أن الرجل لم يعمل من أعمال الإسلام إلا النطق بالشهادتين وهو عمل يسير جدا؛ لكن ترتب عليه أجر كثير وهو النجاة من النار ودخول الجنة، فيالها من سعادة، نسأل الله حسن الخاتمة (3) أي معشر المسلمين، ويقال في اللحد لحد يلحد كذهب يذهب وألحد يلحد إذا حفر القبر.