كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقالوا يا رسول الله أصابنا قرح وجهد فكيف وجهد فكيف تأمرنا قال احفروا وأوسعوا (زاد في رواية وأعمقوا) واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر قالوا فأيهم نقدم قال أكثرهم قرآنا، قال فقدم أبي عامر بين أيدي رجل أو اثنين (وعنه من طريق ثان) قال قتل أبي يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم احفرو وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الإثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا (وفي رواية أكثرهم جمعا وأخذا للقرآن) وكان أبي ثالث ثلاثة؛ وكان أكثرهم قرآنا فقدم
__________
مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي والد هشام ذكره موسى بن عقبة وابن اسحاق فيمن شهد بدرا (وفي صحيح مسلم) عن سعيد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها قالت نعم المرء كان عامرا، أصيب يوم أحد رضي الله عنه (1) أي قتل وجراحات وهزيمة، وأصل القرح بالفتح والضم الجرح، وقيل هو بالضم الاسم وبالفتح المصدر، والجهد بالفتح المشقة، وبالضم الوسع والطاقة، والمراد هنا الأول، وفي رواية عند البيهقي "اشتدت الجراحات يوم أحد فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة الجراحات فذكر الحديث" (2) أمر من حفر من باب ضرب، وفي قوله "وأوسعوا - وأعمقوا" استحباب توسيع القبر وإعماقه، وقد اختلف في حد الأعماق، وسيأتي الكلام عليه في الأحكام (3) فيه جواز دفن أكثر من واحد في قبر واحد، وذلك إذا دعت الضرورة إليه كما هنا لكثرة الموتى وقلة القبور، أما إذا لم تكن هناك ضرورة فيكون كل واحد في قبر منفردا (4) أي في اللحد إلى جهة القبلة ليكون أقرب إليها (5) يعني قدم في القبر عن رجل أو اثنين دفنا معه، والظاهر أنهما اثنان غيره كما يستفاد ذلك من الطريق الثانية وفيها "فكان أبي فكان أبي ثالث ثلاثة" والله أعلم (6) (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن حميد بن هلال قال أنا هشام بن عامر قال قتل أبي - الحديث" (7) من الإحسان بمعنى الإكمال في الحفر\ن والظاهر أنهم كانوا يريدون الترخيص لهم بأدنى حفر، فمنعهم عن ذلك وأمرهم بالإعماق والإحسان والتوسيع (تخريجه) (د. نس. هق. مذ) وقال هو حديث حسن صحيح (قلت) هذا الحديث له طرق أخرى عند الإمام أحمد منها، فحدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن حميد