كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

.
__________
وقول الصحابي بيمن السنة كذا مرفوع كما نقرر في علم مصطلح الحديث، واحتجوا أيضا بحديث ابن عباس المذكور في الزوائد "أن النبي صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه" قال النووي يحتج (ومن حججهم أيضا) ما جاء في بعض أحاديث الباب عن ابن سيرين أنهم أدخلوا ميتا من الأنصار من قبل رجل القبر مع حضور أنس بن مالك رضي الله عنه لم ينكر ذلك، وقد أنكر الإمام الشافعي رحمه الله نقل من نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل من جهة القبلة (قال النووي) رحمه الله قال القاضي حسين وإمام الحرمين وآخرون، هذا الذي نقلوه من أقبح الغلط، لأن شق قبره صلى الله عليه وسلم لاصق بالجدار، ولحده تحت الجدار، وليس هناك موضع يوضع فيه، هذا كلام القاضي وموافقيه أهـ أما إنكار (الإمام الشافعي) فقد قال رحمه الله في الأم "وسل الميت سلا من قبل رأسه "وقال بعض الناس يدخل معترضا من قبل القبلة وروى حماد عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل من قبل القبلة معترضا، أخبرني الثقات من أصحابنا أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم على يمين الداخل من البيت لاصق بالجدار، والجدار الذي اللحد لجنبه قبلة الميت، وأن لحده تحت الجدار فكيف يدخل معترضا واللحد لاصق بالجدار لا يقف عليه شيء، ولا يمكن إلا أن يسل سلا أو يدخل من خلاف القبلة، وأمور الموتى وإدخالهم من الأمور المشهورة عندنا لكثرة الموت وحضور الأئمة وأهل الثقة، وهو من الأمور العامة التي يستغني فيها عن الحديث، ويكون الحديث فيها كالتكليف بعموم معرفة الناس لها ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار بين أظهرنا ينقل العامة عن العامة لا يختلفون في ذلك أن الميت يسل سلا، ثم جاءنا آت من غير بلدنا يعلمنا كيف ندخل الميت، ثم لم يعلم حتى روى عن حماد عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل معترضا أهـ (وقد روى الربيع) قال أخبرنا الشافعي، قال أخبرنا مسلم بن خالد وغيره عن ابن جريح عن عمران بن موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه والناس بعد ذلك (وروى أيضا عن ابن عباس) رضي الله عنهما مثل ذلك. وروى أثرا عن أبي الزناد وربيعة وابن النضر لا اختلاف بينهم في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه، وكذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أهـ (قال صاحب البدر المنير) بعد أن ذكر أنه صلى الله عليه وسلم أدخل من جهة القبلة "وهو غير ممكن كما ذكره الشافعي في الأم وأطنب في الشناعة على من يقول ذلك ونسبه إلى الجهالة ومكابرة الحس" أهـ (قال النووي) وما ادعوه من استقبال القبلة (فجوابه) أن استقبال القبلة إنما يستحب بشرطين، أن يمكن، ولا ينابذ سنة، وهذا ليس ممكنا ومنابذا للسنة أهـ ج (وفيها أيضا) استحباب قول من يضع الميت حين وضعه في قبره ما روى عن ابن عمر في أحاديث الباب وفي الزوائد، وروى البيهقي بسنده عن عمير ابن سعيد النخعي قال شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد أدخل ميتا في قبره فقال "وفي لفظ إذا أدخل ميتا في قبره قال" اللهم

الصفحة 63