كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

__________
قدر ساعة لحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه "وفيه فإذا واريتموني التراب فاقعدوا عند قبري قدر نحر جزور أستأنس بكم" رواه الإمام أحمد وسيأتي في مناقب عمرو بن العاص من كتاب المناقب إنشاء الله تعالى، وهو حديث طويل، ورواه مسلم أيضا في كتاب الإيمان "وفيه ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وأعلم ماذا أراجع رسل ربي" (فائد) يستحب أن يضجع الميت في القبر على جنبه الأيمن مستقبل القبلة حتما، لأنه كذلك فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كان يفعل، وخالف المالكية، فقالوا بالستحباب فيهما ووافقهم القاضي أبو الطيب من الشافعية، ويستحب أن يوسد رأسه بلبنة أو حجر أو تراب؛ ويفضي بخده الأيمن إلى اللبنة ونحوها أو إلى التراب، ومعناه أن ينحي الكفن عن خده ويوضع على التراب، لما روى عن عمر رضي الله عنه أنه قال إذا أنزلتموني إلى اللحد فافضوا بخدي إلى الأرض، ذكره صاحب المهذب، وروى ابن أبي شيبة بسنده عن الضحاك أنه أوصى تحل عنه العقد ويبرز وجهه من الكفن، ويستحب وضع شيء خلفه من لبن أو تراب يسنده حتى لا يستلقي على قفاه، ويستحب أيضا حل عقد الكفن عن الميت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ببعض أصحابه، رواه ابن أبي شييبة، ويستحب ايضا أن يمد ثوب على الميت عند إدخاله في القبر؛ وقد ذهب إلى استحبابه في الرجل والمرأة (الشافعية) وقال الأئمة (أبو حنيفة ومالك وأحمد) يستحب في قبر المرأة دون الرجل، وحكى ابن المنذر عن عبدالله بن بريد وشريح أنهما كرها ذلك على الرجل، والله أعلم
(تتمة فيما ورد في الدعاء للميت بعد دفنه وما جاء في تلقينه)
(عن عثمان بن عفان) رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه؛ فقال استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل، أخرجه أبو داود والحاكم وصححه، واقر الذهبي تصحيحه؛ وأخرجه أيضا البزار وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه (عن عبدالله بن ابي بكر) قال كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا سوى على الميت قبر قام عليه فقال "اللهم عبدك رد إليك فأرأف به وارحمه، اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسنا فضعف له في إحسانه، وإن كان مسيئا قتجاوز عنه" (وعن ابن ابي مليكة) قال لما فرغ من قبر عبدالله بن السائب قام ابن عباس رضي الله عنهما على القبر فوقف عليه ثم دعا؛ ثم انصرف (وعن خالد بن شمير) قال كنت مع الأحنف في جنازة فجلس الأحنف وجلست معه، فلما فرغ من دفنها وهو ضرار بن القعقاع التميمي رأيت الأحنف انتهى إلى قبره، فقام فبدأ بالثناء قبل الدعاء، فقال كنت والله ما علمت كذا كنت والله

الصفحة 65