كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)
.
__________
ما علمت كذا، ثم دعا له" (هذه الآثار) رواها كلها ابن أبي شيبة في مصنفه بأسانيد جيدة، وما ورد فيها وفي غيرها من الأحاديث في القيام على القبر أو الوقوف عليه، يراد به الوقوف عند رأس القبر لا على القبر نفسه كما جاء مصرحا به في بعض الأحاديث، ولأن الوقوف أو الجلوس على القبر منهي عنه كما سيأتي ذلك في بابه قريبا (وعن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير) قالوا إذا سوى على الميت قبره وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله، أشهد أ، لا إله إلا الله ثلاث مرات، يافلان قل ربي الله، وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف" رواه سعيد ابن منصور في سننه، وذكره الحافظ في التلخيص وسكت عنه، ورواته الثلاثة كلهم من قدماء التابعين حمصيون (وعن سعيد بن عبد الله الأزدي) قال شهدت ابا أمامة رضي الله عنه وهو في النزاع، فقال إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره، ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يستوى قاعدا؛ ثم يقول يا فلان ابن فلانة، فإنه يقول أرشدنا رحمك الله، ولكن لا تشعرون، فليقل اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما، فإن كان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه، ويقول انطلق بنا، ما نقعد عند من لقن حجته، فقال رجل يا رسول الله فإن لم نعرف أمه؟ قال فينسبه إلى أمه حواء يافلان بن حواء" رواه الطبراني في الكبير وعبد العزيز الحنبلي في الشافي، وأورده الحافظ في التلخيص وقال إسناده صالح، وأورده الهيثمي وقال في إسناده جماعة لم أعرفهم أهـ. وضعفه النووي ثم قال فهذا الحديث وإن كان ضعيفا فيستأنس به، وقد اتفق علماء المحدثين وغيرهم على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب، وقد اعتضد بشواهد من الأحاديث كحديث "واسألوا له التثبيت" ووصية عمرو بن العاص وهما صحيحان أهـ ج (وفي هذه الأحاديث) مشروعية الاستغفار للميت عند الفراغ من دفنه وسؤال التثبيت له، لأنه يسأل في تلك الحال (وفيها دليل) على ثبوت حياة القبر، وقد وردت بذلك أحاديث كثيرة بلغت حد التواتر (وفيها أيضا) استحباب تلقين الميت بعد دفنه (وبه قالت الشافعية وأكثر الحنابلة، وخالفهم الجمهور) قال الأثرم قلت لأحمد هذا الذي يصنعونه إذا دفن الميت يقف الرجل ويقول يا فلان ابن فلانة، قال ما رأيت أحدا يفعله إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة، يروى فيه عن أبي بكر بن ابي مريم عن أشياخهم أنهم كانوا يفعلونه، وكان اسماعيل بن عياش يرويه، يشير إلى حديث أبي أمامه أهـ (وقال النووي)