كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

(262) عن ثمامة قال خرجنا مع فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه إلى أرض الروم، وكان عاملا لمعاوية على الدرب فأصيب ابن عم لنا فصلى عليه فضالة رضي الله عنه وقام على حفرته حتى واراه، فلما سوينا عليه حفرته قال أخفوا عنه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بتسوية القبور (وعنه من طريق ثان) قال غزونا أرض الروم وعلى ذلك الجيش فضالة ابن عبيد الأنصاري فذكر الحديث، فقال فضالة خففوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسوية القبور (ومن طريق ثالث) عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا علي الهمداني أخبره أنه رأى فضالة بن عبيد رضي الله عنه
__________
(262) عن ثمامة (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد ابن حنبل قال حدثني أبي ثنا محمد بن يحيى بن اسحق عن ثمامة- الحديث" (غريبه) (1) هو ابن شفي الهمداني كما صرح بذلك في سند الطريق الثانية (2) الدرب المدخل بين جبلين، والجمع دروب كفلس وفلوس، وليس أصله عربيا، والعرب تستعمله في معنى الباب، فيقال لباب السكة درب وللمدخل الضيق درب، لأنه كالباب يفضي إليه، وكل مدخل إلى الروم درب، والمعنى أن معاوية رضي الله عنه استعمله أميرا على ذلك الجيش لغزو الروم كما يستفاد من الطريق الثانية (3) أي أخفوا التراب عن قبره، وكأنهم أرادوا أن يظهروا قبره فأكثروا عليه التراب، فأمرهم بتسويته مستدلا بالحديث (4) (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحق قال حدثني ثمامة ابن شفي الهمداني قال غزونا أرض الروم- الحديث" (5) كانت هذه الغزوة بجزيرة رودس من أرض الروم كما صرح بذلك في رواية مسلم وأبي داود "ورودس" براء مضمومة ثم واو ساكنة ثم جال مهملة مكسورة ثم سين مهملة، هكذا ضبطه، النووي في شرح مسلم؛ وفي بعض نسخ أبي داود بذال معجمة وسين مهملة، وهي جزيرة ببحر الروم "المسمى الآن بالبحر الأبيض المتوسط" مقابل الأسكندرية على ليلة منها، فتحت سنة ثلاث وخمسين من الهجرة في عهد معاوية، ولم تزل تتقلب عليها الأيدي حتى فتحها السلطان سليم الثاني سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة هجرية، وهي الآن تابعة لدولة إيطاليا (6) (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا بن موسى قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا يزيد بن أبي حبيب

الصفحة 74