كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 8)

قال آخذا بيده قال قلت ما أصبحت أنقم على الله شيئا، قد أعطاني الله تبارك وتعالى كل خير، قال فأتينا على قبور المشركين، فقال لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ثلاث مرات، ثم أتينا على قبور المسلمين، فقال لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ثلاث مرات يقولها، قال فبصر برجل بمشي بين المقابر في نعليه قال ويحك يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك مرتين أو ثلاثا فنظر الرجل، فلما رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم خلع نعليه.
__________
عليه ولهذا أقرأ الخصاصية بذلك (1) القائل "أحسبه قال آخذا بيده" هو الأسود بن شيبان أحد رجال السند (2) أي ماتوا قبل أن يسلموا وتقدموا الإسلام وحادوا عنه حتى جعلوه خلف ظهورهم ولم يعبئوا به، فحرموا خيره وما يترتب عليه من سعادة الدارين، نعوذ بالله من ذلك (3) يعني أنهم أسلموا وعملوا بتعاليم الإسلام حتى ماتوا عليه فكتبت لهم السعادة وفازوا بالنعيم المقيم والخير العميم جعلنا الله منهم آمين (4) ويحك كلمة ترحم واشفاق عكس ويلك "والسبتيتين" بكسر السين وسكون الموحدة نسبة إلى السبت وهو جلد البقر المدبوغ بالقرط تتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت أي أزيل عنها. أو لأنها انسبتت أي لانت بالدباغ، والمعنى يا اصاحب النعلين المتخذين من السبت (5) إنما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالخلع احتراما للمقابر عن المشي بينها بها أو لقذر بهما أو لاختباله في مشيه والله أعلم (تخريجه) (د. جه. هق. ك) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، وله طريق آخر عند الإمام أحمد، قال حدثنا عبد الصمد ثنا الأسود ثنا خالد بن سمير ثنا بشر بن نهيك قال حدثني بشير رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية. زحم بن معبد، فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال ما اسمك قال زحم قال لا، بل أنت بشير فكان اسمه، قال بينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال يا ابن الخصاصية ما أصبحتم تنقم على الله تبارك وتعالى؟ أصبحت تماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو شيبان وهو الاسود بن شيبان احسبه قال آخذا بيده، فقلت يا رسول الله بأبي وأمي ما أنقم على الله عز وجل شيئا فذكر الحديث، وقال يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك

الصفحة 81